رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انفض ثيابك يا وزير

في الجنة لا سياط ولا عصي ولا صواعق كهربائية.. يتمدد سيد بلال بطول الألم في جنة عرضها السموات والأرض، حيث الجمال المطلق والسعادة القصوي والرضا الكامل،  أو هكذا نظن ونعتقد فيمن قتل تعذيبا دون مبرر.

وصف المشهد كما ورد في حوار زميلنا حسام السويفي مع شقيق سيد بلال في جريدة  الوفد يوم  الخميس الماضي يجعلنا نخجل جميعا مما جري، ونسأل الله عفو الغافلين ورحمة  الصامتين .
شهود العيان قالوا إن «بلال» وضع علي سرير حديد عاري الجسد وتم دهنه بـ «الكيروسين» وجري توصيل الكهرباء الي انحاء جسده في صدمات موجعة قاتلة حتي فاضت روحه ورحلت الي بارئها تشكو بشاعة القتلة وحقارة الجلادين.
المتهمون بالقتل تم استدعاؤهم عدة مرات ولم يحضروا – كما يقول شقيق سيد بلال – والغريب أنه تمت ترقيتهم داخل جهاز الأمن الوطني.. بعضهم ما زال يزاول عمله بأقنعة الآدب والذوق والتحضر، وآخرون ما زالوا طلقاء ينعمون بالنفوذ والسطوة، ومنهم من تم ترقيته وتكليفه بالعمل ضمن بعثة مصر في السودان.
وما كانت الثورة لتقوم ويبقي هؤلاء يحتفظون بنفس مقاعدهم في أخطر أجهزة وزارة الداخلية؟.. ماذا يعني أن تستدعيهم النيابة ولا يذهبون كما يقول ولي دم الضحية؟.. وأين هو  وزير الداخلية ممن اتهم بتعذيب مواطن مصري حتي الموت؟.. كيف يقبل الرجل القادم علي جياد الثورة أن

تتعلق بثيابه أرزان القهر وشوائب الزمن البغيض؟.. كيف بقي هؤلاء طيلة الشهور الماضية دون محاسبة أولي من الوزارة التي يعملون فيها حتي استدعتهم النيابة مرة واثنين ولم يذهبوا فتم تحويلهم الي محكمة الجنايات!
كان الاولي باللواء منصور العيسوي أن يبريء ساحته، ويطهر جهازه الأمني ممن تلوثت أيديهم بالدماء.. كان الاوفق بالوزير أن يوقف المتهمين بقتل سيد بلال عن العمل في الامن الوطني أو غيره لحين حسم القضاء لذلك الاتهام.
لكن أن يبقي هؤلاء القتلة  ينعمون بالحرية ويواصلون أعمالهم ويتم ترقيتهم فهو يعني أمرا من اثنين.. إما أن الوزير يعتبر ما فعلوه أمرا معتادا ومقبولا في العمل  الامني وأن عليه أن يتجاهل القضية الي أن يصدر فيها حكما، وإما أنه لا يعرف إن هؤلاء متهمين في قضية قتل تحت التعذيب.. وفي كلتا الحالتين فإن خطأ وزير الداخلية  كبير.. كبير جداً.. والله اعلم.
[email protected]