رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهيد الاشتباه

الدم كالتراب بلا قيمة فى بلادنا التى تبحث عن لحظة فرح نادرة فى شلالات من الحزن الاسود . وكأن النهايات لم تكتمل بعد لتسقط لنا أجهزة الامن شهيدا جديدا يضاف لضحايا وشهداء حادث الاسكندرية .

مات المواطن سيد بلال تحت التعذيب فى تحقيقات كان جهاز امن الدولة يجريها بالاسكندرية على خلفية مذبحة القديسيين . فى الصباح استدعوه الى قسم اللبان ، وفى المساء ذهب طائعا ، وفى الليل أبلغت اسرته بوفاته .

قال بيان لمنظمة حقوق الانسان العربية أن جثة الرجل كانت مشوهه نتيجة التعذيب . ويبدو ان الرجل سئل عن أشياء لم تبد له فأنكر فخضع لاجهزة كشف الكذب المصرية التى تعتصر الجسد ولا تتركه الا بعد ان تهرب منه الروح .

لم يكن سيد بلال سوى شاب ملتح يعمل فى شركة بتروجيت ، وليس له نشاط سياسى ، ولا علاقة له بحادث الاسكندرية من قريب أو بعيد . لكنه استدعى فى اطار جمع المعلومات عن المشتبه بهم .

دم على دم ، وقلوب كالحجارة ، وفشل فى معرفة الجناة . تعتمد أجهزة الأمن فى الدول الرشيدة على وسائل تكنولوجية وطرق حديثة لجمع المعلومات وكشف غموض جرائم الارهاب ، ولا زلنا نصمم على عصر الضحايا والشهود لاستخراج معلومات وغالبا لا يحدث ذلك اذ تصعد أرواحهم الى بارئها قبل أن تظهر تلك المعلومات المزعومة .

لقد أنستنا جريمة كنيسة القديسين كثير من ذكرياتنا السوداء مع جهاز الشرطة ، وانتفضنا جميعا لمساندة ومؤازرة

والدعاء للداخلية لمواجهة الارهاب الاعمى . كنا على استعداد ان نغفر ونسامح وننسى من أجل الوطن .. كنا سنشطب مأساة خالد سعيد ، وفضيحة عماد الكبير ، وجرائم الالم والقهر من ذاكرتنا ، لكن يبدو ان بعض قوى الشر داخل جهاز الشرطة تأبى ذلك وتعمل ليل نهار على التفرقة بين الناس ورجال الأمن ، وتسعى دائما الى تنفير المواطنين البسطاء من اصحاب الملابس السوداء .

آخرون ، لا نعرفهم ولم تصلنا حكاياتهم .ربما لاقوا نفس المصير وأبشع . منهم من هتكوا عرضه ، ومنهم من نفخوا بطنه بالهواء ، ومنهم من ضربوه حتى فقد عقله ، ومنهم من احضروا بناته أمامه ليراهم عاريات . كلهم ضحايا ظلم الاجهزة الامنية من اسلاميين وشيوعيين وبهائيين وشيعة وقرآنيين وقيادات عمالية ونشطاء حقوق انسان . فى الظلم تتوحد المذاهب ويلتقى المختلفون ويتفق المتفرقون .

ومع القهر والتعذيب تتفرق دماء الوطن ويكسب الارهاب مساحات أوسع ، ويسود القبح ويحكمنا الظلام .

[email protected]