عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل صليت على النبي «ص» اليوم؟ (2-2)

لأن ما كتبته في الحلقة السابقة لم يكن يزيد على خواطر وملاحظات شخصية فقد حرصت على متابعة الجدل حول الشعار موضوع التناول للوصول إلى رؤية موضوعية الأمر الذي خلصت معه إلى أن الأمر لا يتجاوز ما يمكن وصفه بـ «حق يعكس فهم باطل».

أعلم أن أقطاب هذه القضية سيقفان على طرفي نقيض يباعد بينهما ما بين المشرق والمغرب.. ما بين الجنة والنار.. وكل له حجته ورؤاه.. وأعلم أن العقل ستتم محاولة تغييبه وأن البعض سيمارس منهج رفع المصاحف على غرار ما قام به عمرو بن العاص في معركة صفين بين على ومعاوية ، فيما قد يبدو لنا دعوة للاستناد إلى القرآن الذي تدعونا آياته «للصلاة على النبي والتسليم تسليما» وقد يتم استدعاء سلاح التكفير لدى البعض إذا لزم الأمر. وإذا كان قد بدا من شخص مثل المحامي المعروف منتصر الزيات رفض حاد لأي موقف منتقد للحملة بعبارة تؤكد استمرار العمل بفكرتها «ولو كره الكارهون» فإن لنا أن نتصور طبيعة مواقف آخرين.
وما يمكن قوله أن حملة «هل صليت على النبي اليوم» تمثل المعركة الخطأ في التوقيت الخطأ..  وإذا افترضنا صحة ما أشار إليه البعض بأنها لا تعدو أن تكون «هاتشاجا» وجد قبولا لدى الكثيرين بسبب الطبيعة الدينية للمصريين على النحو الذي انتشر به واستدعى ما نراه من نقاش صاخب من البعض وهادئ من الأخر، فإن المنطق يقول إنه إما وأن الأمر وصل لحد الانقسام فإن تجاوز هذه الحالة يبقى هو الأهم.
ودون تشكيك فإن ما ذهب إليه وزير الأوقاف من أن «هذه الحملات التي تظهر بهذا الشكل المفاجئ، يكون وراءها أهداف خبيثة وغير حميدة»، تصور ينبغي أن يكون موضع الاعتبار ومحل تساؤل وبحث ، ومن الغريب هنا أن يرد أحد مؤيدي الحملة على الوزير بالهجوم عليه بألفاظ يندى لها الجبين ولا يصح أن تصدر من شخص لديه أقل قدر من الأدب فضلا عن أن تجد طريقها إلى النشر على الملأ عبر الفيس بوك ولولا الحفاظ على الأخلاق لنشرنا هذا الرد .. وهو شخص يدعي أنه يدافع عن شىء يتعلق بالرسول وهو منه براء لعدم تمثله أخلاقه في التعامل مع الآخر.
على المستوى الشخصي وبعد متابعة ردود الأفعال.. شعرت - للمرة الأولى في حياتي - باتفاقي مع موقف لوزارة الداخلية وهو الموقف الذي عبر عنه اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام حين أشار إلى أن الحملة «ربما تشير إلى مقدمات ربما تحمل بين طياتها توجها طائفيا».
حينما أمعنت التفكير قلت بيني وبين نفسي: إن الحملة ربما تكون مقبولة بل مطلوبة في ظرف مثل تلك الذي واجهناه عام 2006 خلال أزمة الرسوم الدانماركية المسيئة للنبي .. وهو أمر حدث فعلا

من خلال ما عرف آنذاك بحملة «إلا رسول الله» . ورغم حقيقة ما ذكره البعض من أن الصلاة على النبي «تكليف مأمور به كل مسلم»، وهو يوجب الإثابة في الدنيا والآخرة، إلا أن السؤال: ما المانع لو طورنا الحملة لمستوى آخر يطور سلوك المسلم خاصة والمواطن المصري عامة ويحقق تقدمه في الدنيا ورسالة الله في الأرض ، من خلال تبني حملات أخرى لكل فرد الحرية في التحمس لأحدها أو كلها جميعا.. وعلى ذلك فما المانع من حملات على شاكلة:
< هل="" أمطت="" الأذى="" عن="" الطريق="">
< هل="" أكدت="" على="" ابنك="" أو="" ابنتك="" بعدم="" الغش="" في="" الامتحانات="">
< هل="" حرصت="" على="" إجراء="" يحقق="" هدف="" توفير="" الكهرباء="">
< هل="" حرصت="" على="" أن="" تنام="" وقد="" سامحت="" جارك="" الذي="" أخطأ="" في="" حقك="">
< هل="" قمت="" بإجراء="" يحافظ="" على="" بيئتك="" في="" البيت="" أو="" المنطقة="" التي="" تعيش="" بها="">
< هل="" حرصت="" على="" أن="" تؤدي="" عملك="" بإخلاص="">
< هل="" حافظت="" على="" أن="" تتخلى="" عن="" بخس="" الميزان="">
< هل="" نجحت="" في="" مقاومة="" ضعفك="" الإنساني="" ورفضت="" رشوة="" عرضت="" عليك="">
< هل="" استثمرت="" وقتك="" بشكل="" جيد="" ولم="" تصرفه="" في="" اللهو="" بما="" لا="" يفيد="">
< هل="" وضعت="" مستقبل="" أمتك="" وسبل="" تقدمها="" بين="" الأمم="" في="" بالك="">
< هل="" بذلت="" جهدا="" لتقويم="" وضعا="" معوجا="" شاهدته="" –="" ولو="" بقلبك="" –="">
إذا وضعنا في الاعتبار – بعد الصلاة على النبي - الحديث النبوي الشريف الذي يؤكد أنه «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع : عن عمره فيما أبلاه وعن شبابه فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه».. ربما نتوصل إلى أن هذه الحملات قد يكون عائدها أفضل على دنيانا وآخرتنا.. فضلا عن أنها لن تورثنا الفتنة والتي لعن الله من يوقظها أو يحاول إيقاظها!

[email protected]