رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من فضلكم احترموا عقولنا

موقفى من باسم يوسف واضح وكتبته فى مقالين سابقين أحدهما خلال حكم «مرسى» والآخر فيما بعد عزله.. وكان فى المرتين واحداً ولم يتبدل أو يلحقه التحول على نحو ما فعل الكثيرون حينما رحبوا بـ«باسم» لهجومه على «مرسى» ثم تربصوا له حينما حاول أن يقترب.. مجرد الاقتراب من الرئيس السيسى قبل انتخابه رئيساً فما بالك لو كان فعل ذلك والسيسى فى منصبه الحالى؟ وهو ما يفسره ما يمكن وصفه بالضربة الاستباقية والتى انتهت بوقف البرنامج من الأصل واستحالة بثه من أى قناة مصرية.

هذا استهلال أراه ضرورياً لكى لا يحاول البعض تصوير كلماتى على أنها تمثل دفاعاً عن باسم يوسف رغم أن ذلك ليس عيباً أو حراماً، وإنما هى دفاع عن مبدأ يتمثل فى ضرورة احترام عقول الناس وعدم الاستخفاف بها.. والمشكلة كل المشكلة أن نمط التعامل مع حالة «باسم» فى الإعلام المصرى وشبكات التواصل الاجتماعى حالياً تكاد أن تمثل فى حد ذاتها جزءاً من ظاهرة عامة تتبلور ملامحها فى الأفق وتعكس قدراً من النفاق الرخيص للحاكم ومحاولة تملقه، وهى الظاهرة التى أشار إليها كثيرون فى معرض الحديث عما جرى خلال فترة الانتخابات الرئاسية.
وضمن هذه الحالة يندرج ما نشره البعض عن «باسم» بل والتطوع بتقديم ما جمعه من «معلومات» للجهات المسئولة لاتخاذ ما تراه من إجراءات لأزمة ومناسبة، وحين تمعن فيما يقدمه هذا البعض تجده يتسم بالخفة والضحالة وتشعر بالخجل من أن هناك من يفكرون بهذه الطريقة فى زمن نتصور فيه أن زمن النفاق الرخيص قد ولى.
وإذا كان وجود علاقة بين «باسم» وحركة الصهيونية العالمية – أو الماسونية – كما ذهب أحدهم قد يكون مقبولاً، فما لا يمكن قبوله هو إطلاق الاتهامات على علاتها دون أدنى دليل.. فذلك لا يدخل سوى فى عداد تشويه السمعة ليس إلا. وحينما تعلم أن الدليل هو صورة لـ«باسم» مع فتاة يتم نسبتها إلى اليهود فقد لا تملك سوى أن تضحك من قلبك سخرية من هذا الكلام الذى يبدو لك تافها!
حينما تمعن فى سلسلة الاتهامات وتفاصيلها سوف تدرك أن الأمر لا يتعلق بـ«باسم» فقط وإنما هناك متطوعون يسعون لتشويه كل من يتصورونهم خصوم للنظام الحالى باعتبار أن ذلك قد يقربهم من دوائر صنع القرار ويكون لهم حظوة فى النظام الجديد.. وعلى ذلك فلا مانع لدى أمثال هؤلاء من ربط تلك الفتاة بأعضاء «6 أبريل» و«محمد عادل» و«أحمد ماهر» الذى جندته المخابرات الأمريكية.. أما أساس التهمة الموجهة لـ«ماهر» فهو أن له فيديو مع « كوندوليزا رايس» مستشاره الأمن القومى لجورج بوش الابن ثم وزيرة خارجيته فيما بعد. لك أن تستغرب وأن تطرح سؤالاً مؤداه وهل كل من تم التقاط صورة له مع «رايس» يعتبر عميلاً أم ماذا؟. وقد لا يكون «ماهر» عميلاً فقط وإنما جاسوس ضالع فى الجاسوسية وباع نفسه للدنيا كلها وليس لأمريكا فقط.. فليست

تلك المشكلة وإنما المهم هو تقديم أدلة تعكس حداً أدنى من احترام العقل.
ولأن الأمر لا يقتصر على «باسم» فإن القائمة تطول لتضم كثيرين وعلى أسس واهية منهم مثلاً «وائل غنيم» وزوجته الماسونية الأمريكية والذى يحمل الجنسية الأمريكية – فى صيغة تحاول أن توحى لك بأن حمل تلك الجنسية أمر مكروه ولابد أن يكون وراءه الشبهات!
وإذا كانت تلك الاتهامات قد تصيبك بالحيرة وتجعلك فى حالة تشوش بشأن مدى صحتها فى ضوء اختلاط المعايير، فإن ما لا يمكن أن يدخل عقلك ذلك الاتهام الذى يوجهه هؤلاء لـ«باسم» بأنه مع شرعية «مرسى» وهو ما يعززه من وجهة نظرهم وجود له صور عديدة مع أعضاء التنظيم الدولى للإخوان.. السؤال: وماذا كان يفعل «باسم» على مدى سنة من حكم الإخوان؟ هل كان يمارس الهزار معهم أم ماذا؟ إن الحقيقة تقول إنه لم ينل من الإخوان بصريح القول والفعل مثلما نال باسم يوسف.
إذا علمت أن قائمة من يتم انتقادهم من قبل هذا الفريق تطال بلال فضل الكاتب اليمنى – وهذا شرف له أياً كانت جنسيته حتى لو من غينيا – وعمرو حمزاوى الألمانى الجنسية وزوجته بسمة ذات الجذور اليهودية حسب هؤلاء.. فإنك تدرك أن وراء الأكمة ما وراءها. وقد لا يتطلب الأمر كثير اجتهاد منك إذا لمحت اسم «البرادعى» بين هؤلاء.. «ذلك الرجل المتزوج من شيعية إيرانية» – وكأن ذلك حرام رغم أن الإسلام أباح الزواج من المسيحية واليهودية.. فما بالنا بمن هى مسلمة وإن اختلفت فى المذهب؟
حينما فرغت من قراءة هذه الاتهامات وتنوع من تحاول النيل منهم أدركت النصيحة التى حاول الرئيس السابق عدلى منصور توجيهها لخلفه «السيسى» حينما أكد عليه بحسن اختيار فريقه وبطانته.. فمن الواضح أن هناك من يمكن وصفه ببطانة السوء تحاول أن تستحوذ على عقل الرئيس الجديد.. وتلك هى المهمة التى نتمنى أن ينجح «السيسى» فى إفشالها إن شاء الله.

[email protected]