رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحب السيسى وأكره منافقيه!

هكذا راح يخبرنى صديقى الذى أختلف معه على طول الخط حين أتى ذكر السيسى فى ضوء المعركة التى تجرى على الرجل على خلفية الحديث عن ترشحه للرئاسة... كل طرف يتجاذبه، والرجل صامت لا يريد أن يتكلم، وحتى حينما تكلم فقد فعل ذلك بحذر بشكل لم يشف غليل منتظرى إجابته.. حمى السيسى ليست فى تلك التقاليع التى ظهرت، وهى طبيعية ومن طبائع الشعب المصرى وأكثرها ذو طبيعة نفعية مصلحية مثل «شيكولاتة السيسي» و«بيجامة السيسى» وغير ذلك، وإنما تبدو فى تلك المحاولات التى تريد فرضه فرضا على الشعب رغم أن نظرة «حواليك»هنا أو هناك قد تكشف لك عن أن الأمر لا يتطلب كل هذه الضجة.. فالسيسى مقبول مقبول.. ولكن البعض فى معرض محاولة تسويقه يكاد يجعلنا فى حالة نفور أربأ أن نزج بالرجل فيها.

ورغم أن دعوات البعض لترشيح السيسى تبدو خارجة من القلب وتنطلق من قراءة معينة لما جرى فى مصر خلال 30 يونية وما بعدها وهى قراءة – اتفقنا أو اختلفنا معها لا بد من احترامها – إلا أن الكثير من الدعوات ليست على تلك الشاكلة.. وأحد أبطال هذه الدعوات من هذه النوعية الأخيرة الكاتب الصحفى مصطفى بكرى وما يسوقه من رؤى تثير أكبر قدر من التحفظات. 
يذهلنى بكرى بما يقوله وبما يقدمه من آراء فى هذا الصدد تجعلنى أحسده على ما هو عليه وعلى جرأته فى طرح تصوراته وأفكاره، رغم أن البعض قد يرى أنها تجرنا إلى الخلف، الرجل لا يترك مناسبة إلا ويعلن خلالها ليس ترشيح السيسى أو الدعوة لاختيار السيسى وإنما أن السيسى رئيسنا شاء أم أبى دون أن يأبه لإرادة أصحاب الشأن وهم فى هذه الحالة السيسى ذاته والشعب المصري.
آخر ما توصل إليه ذهن بكرى فى هذا الصدد رؤى بالغة الغرابة وتثير التساؤلات حول مدى صمودها أمام المنطق.. بعيدا عن التوصيف الذى يلجأ إليه بكرى وأتمنى شخصيا عدم الإسهاب فى استخدامه يقول لنا إن مصر تحتاج إلى قيادة عسكرية وطنية تجابه الولايات المتحدة، أعلم أن الكثير من القراء من مؤيدى السيسى، وأسألهم ـ إن لم أكن استحلفهم بالله ـ هل هذا منطق؟ وما المانع أن تكون القيادة وطنية وتجابه أيضا الولايات المتحدة بل وتطرحها أرضا؟ 
يطرح علينا بكرى صيغة أخرى بالغة الحداثة بشأن المنصب الرئاسى تتمثل فى «العافية».. حيث يقول إن «الشعب سينزل فى 25 يناير القادم لإرغام الفريق على الترشح ولن نتركه إلا وهو رئيس لمصر»، وأظن أن بكرى قد تجاوز هنا بعدم الوضع فى الاعتبار إرادة الفريق السيسى الذى قد يرفض أن يفرض عليه شىء مثل هذه المهمة، وقد تكون له وجهة نظر أخرى من البديهى أن نحترمها.
كتيبة الإعلاميين، وغير الإعلاميين، المتحزبة للسيسى طويلة، ومنهم ذلك الذى يقدم أطروحات تقترب من تلك التى يطرحها بكرى وفى سبيل التدليل على موقفه راح يفند مواقف كل المرشحين السابقين بما نخرج معه أنه لن

يصلح لأمرنا الآن سوى السيسي.
كنت أتابع ما نشره موقع إخبارى حول ترشح السيسى للرئاسة والموقع كان ينطلق من موقف معارض غير أن مجموعة الفيديوهات التى بثها ضمن التقرير عززت وجهة النظر المخالفة التى يرفضها الموقع حيث تخرج كقارئ بأن هناك إجماعا من فئات عديدة وقيادات فى كافة المجالات على ضرورة ترشح السيسي، ويجعلك تتساءل بينك وبين نفسك: لو أن هناك شخصا بهذا الوضع فما المانع؟.. استمعت للفيديو المسرب للسيسى الذى تحدث فيه عن مكالمات المحمول وشعرت بأن الفكر الذى يعبر عنه وبهذه اللغة الحاسمة قد تكون هى المطلوبة فى مصر إذا أردنا أن ننطلق للمستقبل بخطى سريعة وواثقة.
كل هذا شىء واللغة التى يحاول البعض نشرها وتسييدها حول الموضوع شىء آخر.. من حق بكرى وغير بكرى أن يحبوا من يحبون وطرح وجهات نظرهم، ولكن ليس من حقه أن يفرض على شعب يصل تعداده 90 مليون مصرى ما يراه هو اختيارا صائبا.. ويزداد الأمر تعقدا إذا كان هذا الاختيار الذى يدعو إليه قائمًا وموجودًا بالفعل لدى قطاعات كبيرة رأت فيما قام به الرجل – السيسى – ما يستحق التقدير.
غير أنه  بعيدا عن هذا وذاك فإن ما يجب أن يحكمنا فى اختيار الرئيس القادم ـ وهو أمر قلناه مرة ونقوله ثانية وثالثة ورابعة ـ أن الأمر يجب أن يقوم على برنامج ورؤية للمستقبل، إذا توافرت وبشكل مقنع لدى هذا المرشح أو ذاك فبها ونعمت وإلا فلا.. سواء كان هذا المرشح هو السيسى أم غيره، وإن كانت «غيره» تحيط بها الشكوك حتى الآن فى ضوء قراءة دقيقة للواقع المصري.
سؤال أخير: هل من الأفضل أن يبقى الرجل فى موقعه أم يتقدم للرئاسة؟ الإجابة يقررها هو بنفسه ولسنا فى موضع من نحدد ذلك مهما كان هناك ما يوصف بحب جماهيرى عارم له، وتلك هى النقطة التى تبدو غائبة عن تفكير بكرى وغيره ممن يحاولون أن يبدوا بمظهر «حواريى السيسى»!

[email protected]