رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسنين هيكل.. والحملة القومية لتعويض مبارك

من الآن فصاعداً يجب أن نعد العدة لبدء حملة قومية للتبرع لتعويض الرئيس السابق – آسف القادم – حسني مبارك. وبدلاً من أن نأمل في استعادة عدة مليارات من الجنيهات أو الدولارات يتردد أنها تمثل رصيده هو وأسرته في بنوك خارجية تم نهبها خلال فترة حكمه علي مدي العقود الثلاثة الماضية.. فإن الدفة ستتحول لكي نبدأ جهداً ضخماً لندبر نحن من قوت الشعب مليارات أخري بديلة تمثل تعويضا عما لحقه من ضرر وإهانة وتشويه سمعة علي مدي العامين الماضيين منذ الإطاحة به دونما أسباب وجيهة.

قد تقول معقول؟.. أقول لك وهل كانت الثورة ذاتها علي مبارك معقولة؟.. إننا نعيش في زمن المستحيلات، ولذا فمن الصحي بل المنطقي أن يعد المرء نفسه لكافة السيناريوهات الكابوسية وغير الكابوسية.. وأسبابي في ذلك تبدو بالغة المنطقية.. فما عليك سوي أن تتابع عدداً من الفضائيات والصحف.. ولو أنك لم تعش أيام مبارك أو لم تكن ملما بما حدث من ثورة وأهدافها وهو أمر مشكوك فيه لأنها غير بعيدة.. فإنك ستتصور أننا نترحم علي أيام حاكم ولا أبوبكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو جمال عبدالناصر!.. حتي إن فنانة مثل سماح أنور تعلن في براءة أنها ما زالت تكنّ للرئيس المخلوع كل احترام وتقدير، الذي انتشر في عهده الأمن والأمان.. والكاتب الكبير عماد أديب يصرخ في صحيفة عربية مطالباً بإطلاق سراح مبارك الذي لا يوجد أي سبب منطقي أو قانوني أو إنساني يبرر استمرار بقائه في سجنه، وراح المذيع يوسف الحسيني يوم الجمعة الماضي علي «أون تي في» يتحدث عن مبارك وكأنه أيقونة من الأيقونات التي يجب علي مصر أن تتجمل بها.. إنه البعبع الذي يزلزل كيان الإخوان وترتعد فرائصهم بسببه.
بغض النظر عن الإخوان أو غير الإخوان.. فليذهب أي فصيل إلي الجحيم.. ولكن السؤال: هل وصل بنا الحال إلي هذا المستوي من التعاطف مع مبارك؟  أسباب التساؤل علي هذا النحو هو ما يمكن اعتباره خطة دقيقة لغسل صورة مبارك.. وهي خطة تتم علي أفضل وجه لكي يبدو أكثر بياضاً.
قد يمثل الأمر نجاحاً منقطع النظير من الإخوان فيما وصفه البعض بإعادة الاعتبار لمبارك وتحويل المصريين ليكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.. بجعل الرجل الذي خرجوا عن بكرة أبيهم في 25 يناير قبل الماضي لكي ينتحي عن الحكم يصبح هو المخلص والملاذ!.. ولكن السؤال: أين عقلنا؟.. إن أول من يجب أن يتساءل في هذا الخصوص هو المصريون أنفسهم؟.. ويجب أن يلقوا عقابهم علي فعلتهم الشنيعة بالخروج علي رئيس ونظام حكم اكتشفوا بعد عامين أنه أفضل من غيره اختاروه هم بأنفسهم.
رغم فيض الدعوات في «مولد الرئيس السابق مبارك»، إلا أن المفاجأة الكبري لي كانت في موقف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في حواره علي قناة «سي بي سي» الذي راح يؤكد خلاله أن مبارك كان يجب أن يعامل معاملة الرئيس السابق، وأن يكون هناك حل ضمن حلين، إما وداعه مثلما حدث في ثورة 52 مع فاروق ورحيله، أو حبسه في أحد قصور الرئاسة والإقامة الجبرية له

حتي تثبت إدانته. هل معني ذلك أن سجن الرجل كان أمرا خاطئا؟ وأن هذا الخطأ تواصل علي مدي عامين كاملين؟.. وهو طرح حال الإقرار بصحته قد يعني حق مبارك فيما أشرنا إليه – ولا شك أنه قد يحدث - بتعويض عن فترة سجنه بالخطأ؟
يبدو أننا في زمن اللامعقول بعد الثورة.. ويبدو أن حالة العداء بين رفقاء الأمس خلال الشهور الأولي للثورة قد جعلتهم يخوضون في عملية تدمير للذات أو للثورة بشكل لا شك سينتهي بها إلي العدم.. هل نسي الكاتب الكبير هيكل أنه هو نفسه الذي حذرنا مما وصفه ببؤرة شرم الشيخ حيث كان مبارك يقيم بعد الثورة مباشرة.. وقتها خرج هيكل يلمح أحياناً ويصرح أحياناً أخري بأن هذه البؤرة قد تتحول لتصبح مقر المؤامرات التي تدار لعودة الرجل إلي موقعه من خلال ثورة مضادة.. وقتها خرجنا جميعاً كالجوقة نردد التوصيف وكأننا لم ننتبه للأمر إلا بعد أن أخذ هيكل بأيدينا!
الآن نتساءل نحو بدورنا: وما الفرق بين بؤرة شرم الشيخ تلك وبين الحل الذي يقترحه هيكل الآن والمتمثل في الإقامة الجبرية؟.. ألم يكن وضع مبارك في شرم الشيخ يقترب من الإقامة الجبرية؟.. وهل كان من الممكن أن يصبح وضعنا نحن كمصريين أفضل لو أن مبارك تم نفيه إلي الخارج – وهو أمر أعلنت دول جوار استعدادها له - وإذا كان أحد رجال مبارك - وهو أحمد شفيق - يفعل كل ما يفعله بخروجه من مصر، فما بالنا بما كان يمكن للرئيس السابق ذاته أن يفعله؟
يجعلنا ذلك نتساءل بهدووءءءء: إذا كان المصريون قد خرجوا بكافة أطيافهم في يناير يعلنون.. «يسقط يسقط حكم مبارك» ثم راحوا يترحمون علي أيامه.. ثم خرجوا يزأرون بعد ذلك «يسقط يسقط حكم العسكر» ثم راحوا يجمعون التوكيلات لعودتهم.. ثم هرولوا يهتفون «يسقط يسقط حكم المرشد».. فهل يأتي اليوم الذي يترحمون فيه علي حكم الإخوان؟.. وإذا حدث فالسؤال: أين الخلل؟.. في مبارك أم في العسكر أم الإخوان أم في المصريين أنفسهم؟.. أم في كل من سبق؟
[email protected]