رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شبكة واحدة «بتبعدنا» كلنا

لم أعتد الكتابة في قضايا خاصة، غير أن ما أتناوله في هذه السطور يتجاوز كونه كذلك حيث يعبر عن مشكلة عامة تشير إلي أن مياها كثيرة أو قليلة لم تجر في أحوالنا بعد الثورة وأن أوضاعنا كما هي عليه من سوء في الإدارة قبل يناير وبعده.

باختصار تقدمت لتركيب هاتف أرضي بعد انتقالي لسكني الجديد في مدينة أكتوبر متصورا أنه سيتم بين يوم وليلة، وحرصت علي أن يكون ذلك مع إجازة نصف العام لتوصيل خدمة الإنترنت التي يعتمد عليها أبنائي الصغار في دراستهم واستذكار واجباتهم المدرسية، غير أني فوجئت بأن الأمر أشبه بالمستحيل.
فقد أخبرني فني السنترال بوجود مشكلة في الكابل والبوكس وطلب مني خريطة من جهاز اكتوبر فأحضرتها ظنا مني بأنها تحل المشكلة، غير أني اكتشفت أن الأمر أكبر من ذلك وأن علي أن انتظر إسناد مناقصة لمقاول حفر لكي يقوم بالوصول إلي الكابلات لأن مشكلتي هي مشكلة عدد كبير من سكان أكتوبر في الأحياء المختلفة، ولما كنت أعلم أن مثل هذه الأمور قد تستغرق سنة أو سنتين هذا إن تمت، فقد أبديت استعدادي لشراء البوكس علي حسابي وتحمل تكاليف الحفر، ولكن مسئول السنترال رفض أن يشرف السنترال علي مهمة الحفر حتي ولو لم يتحمل التكاليف، وطلب مني أن أنهي من جانبي الأمر وبالفعل قمت بذلك ولم أتوصل إلي الكابل، وبعد لقاء مع مدير السنترال أخبرني الرجل بصراحة أن سلطاته «قزمية» وأنه ليس في يده شيء وأن علي اللجوء إلي من هو أعلي منه في الشركة، ولمست وكأن في صدره أشياء يريد أن يصرخ بها وما صدق أن وجد الفرصة لذلك.
عبثاً حاولت الوصول إلي مدير عام المنطقة، فلجأت إلي وساطات الزملاء الصحفيين في قطاع الاتصالات للحصول علي حق وليس استثناء، وبعد جهود كنت أشعر بالخزي معها من أن أضيع وقتي في مثل هذا المطلب بالغ التفاهة، أخبرني مكتب رئيس الشركة أن الأمر سيتم عاجلا ويبدو أن الرد لم يكن يتجاوز الترضية حيث لم يتم شيء وبعد اتصالات

عدة للمتابعة طلبوا مني إرسال فاكس بطلبي وبعد الإرسال لم أجد ردا وضاع الأمر ولا أدري حتي الآن متي يتم تركيب خط هاتفي أرضي لي.. وما إذا كان ذلك يمكن ان يتم في العام الجاري أم القادم؟
سؤالي إلي متي يتوه المشترك وسط دهاليز بيروقراطية شركة مثل المصرية للاتصالات، وما هو ذنبه في أن يتأخر تركيب خط هاتفي له رغم ان الشركة تصدعه ليل نهار بإعلانات تغريه بأنها بتقربنا كلنا، فيما أنها في الحقيقة تبعدنا؟.. وإذا كانت هناك مشاكل مالية لدي الشركة في القيام بواجباتها الأصلية من بوكسات وتجهيز كابلات وخلافه فألا ينبغي أن توجه الأموال التي تهدرها في الإعلانات لكل من هب ودب بما في ذلك الصحف الحائطية  إلي القيام بتحسين خدماتها للعملاء؟
ووسط حمي المنافسة الآتية من شركات المحمول التي جعلت المصرية للاتصالات تقبل يد المشترك لكي يقوم باستخدام خدماتها ألا يستدعي الأمر أسلوبا مختلفا لتعزيز وضعها في السوق، أم أن مسئولي الشركة يعتمدون علي أن الطلب علي الخط الهاتفي غير مرن.. من الصعب علي قطاع من المشتركين الاستغناء عنه.. فيمارسون نوعاً من الدلال لكي يشعروا العميل بأهميتهم؟.. أياً كان الأمر فقد حللت مشكلتي من خلال خدمة الإنترنت المحمول حيث إنه مضي علي أكثر من عام لم نستخدم فيه كأسرة الخط الأرضي سوي من أجل خدمة الإنترنت الأرضي.