رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس دفاعا عن «مرسي»

الكتابة في هذا الموضوع ومن وجهة النظر التي تسوقها كلمات هذا المقال، وفي هذه اللحظات بالذات، تمثل خوضا في غمار المجهول وسباحة ضد التيار .. غير أن ذلك يبقى مقبولا طالما انطلقنا من قاعدة أن الخلاف في الرأى لا يفسد للود قضية. أقول ذلك وفي ذهني تلك الحملة الشعواء على الرئيس مرسي وأدائه على مدى المائة يوم الأولى من حكمه. فمن الواضح أن البعض كان ينتظر المناسبة على أحر من الجمر ليتخذها مناسبة للهجوم على «الرئيس» والحديث عن أدائه السلبي الذي لم يقدم ولم يؤخر بشكل يكاد أن يجعلنا نتحسر على أيام «المخلوع».

أدعى أنني تابعت الكثير مما كتب في هذا الصدد وقد هالني كم النقد و«الحقد» – إذا صح التوصيف – على مرسي. وقد كشف حجم الانتقادات ما أشرت إليه من قبل بشأن تحولات المنصب الرئاسي بعد الثورة وإن كان بشكل أكثر حدة حيث راح البعض يستخدم عبارات وألفاظاً لا يصح أن تستخدم في مجال التعامل مع المنصب الرئاسي أيا كان الجالس عليه.
ليس فيما أقول دفاعا عن مرسي وإنما محاولة للنظر للأمر من زاوية أخرى. من قال إن مرسي ولد في تل أبيب؟ من قال إنه من الأعداء وأنه على رأس الفريق الصهيوني الذي وفد إلى مصر ليدير الأمور بعد الثورة؟ سياق الحملة على «مرسي» أعاد إلى ذاكرتي أحمد زكي في فيلم «البرىء» الذي تم غسل دماغه بشكل جعله يوقن ان المعارضين هم الاعداء، بالمعنى الحقيقي وليس المجازي.
في مواجهة هذه الحملة تتدفق التساؤلات: من يشكك في وطنية مرسي؟ أو حتى في نزاهته؟ أعتقد لا أحد. هل أخطأ مرسي؟ نعم. وقد يكون قراره بشأن النائب العام ليس أول الأخطاء ولكن هل يوازي حجم النقد حجم الخطأ؟ لا. بماذا إذن نفسر ما جرى وما يجري؟ هل هو موقف من الجماعة التي ينتمي إليها مرسي.. «الإخوان»؟ لا شك في ذلك. هل تستدعي الخصومة السياسية .. وهي عميقة.. هذا السرادق الضخم لتلقي العزاء في وفاة «مصر المحروسة» .. التي انتهت على يد الجماعة في نظر المعارضين لحكمها؟
دعونا نتصور أن الظروف قادتنا في ظروف رحلتنا لأن يكون ربان السفينة ضريرا، مع الاعتذار في التشبيه، فهل نساعده في قيادته على محاولة الخروج بنا إلى بر الأمان أم نضع العراقيل أمامه لكي نغرق جميعا؟ قد لا يكون «مرسي» الرجل المناسب لقيادة مصر في هذه المرحلة غير أننا اخترناه بإرادتنا وعلينا أن نواصل طالما ارتضينا صندوق الانتخابات حكما. الأمر هنا ليس مجال تقييم المائة يوم من عدمه.. فذلك ليس هو المحك الحقيقي.. لأسباب عدة أن مرسي - وهذا خطأه - قد وضع أجندة بالغة التفاؤل بشأنها من المستحيل حلها ليس في مائة

يوم وإنما في سنوات، وثانيا أن القضايا الخمس محل الأخذ والرد في البرنامج الرئاسي قضايا مزمنة يتعلق حلها بإرادة شعب أولا قبل إرادة الدولة أو السلطات الرسمية؟ خذ مثلا القمامة ودعنا نحاول الإجابة عن سؤال على من تقع مسئولية إلقاء مخلفات من السيارات التي تهيم في الشوارع ويركبها مواطنون من المفترض أنهم على قدر من الوعي. من ناحية ثالثة فإن المرشحين الآخرين، بشهادة خصوم مرسي، قدموا وعودا مماثلة إن لم تكن أكثر في ظل المزايدات الانتخابية التي عشناها خلال فترة الانتخابات الرئاسية، وهي سمة لأي انتخابات حيث يحرص المرشحون – أي مرشحين – على تقديم وعود براقة وجميلة يعلمون أنها تتجاوز قدرتهم على التنفيذ.
قد يقول البعض ان الخطاب يبدو من عنوانه وأن عنوان حكم مرسي يشير إلى نهايته المأساوية.. ونقول إنه في حكم الشعوب وبلغة الديمقراطية ليس لنا إلا أن ننتظر فترة مرسي الأولى لنصدر حكمنا الشامل والنهائي على أدائه.. فإن نجح فبها ونعمت وإلا فانتخاب غيره. يشكك البعض في هذه النقطة الأخيرة معتبرا أن الإخوان لن يتخلوا عن الحكم بسهولة .. وهذه أكذوبة، تمثل ترديدا لمقولات بعض الكتاب الغربيين الذين يروجون لكون حكم الإسلاميين يقوم على أساس صوت واحد في اتجاه واحد.. فقد مضى الزمن الذي يستطيع فيه حاكم فرض نفسه على الشعب المصري؟ ثم أن الشارع ذاته ليس في صالح الإخوان الذين خسروا كثيرا بتجربة خوض غمار الحكم سواء لأسباب تتعلق برؤاهم السياسية أو لمحدودية خبراتهم كما أشار الكثير من المراقبين.
وبغض النظر عن التقييم السلبي للإخوان والذي تعتبر الجماعة أحد أكبر المساهمين فيه، فإن الغاية يجب أن تتمحور حول سبل الخروج بمصر من مرحلتها الانتقالية سالمة حتى لو بالتحالف مع الشيطان ولو كان هذا الشيطان – في نظر البعض – هو «الجماعة».