رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان و«الحشاشون»

هل «الإخواني» بشر مثلنا له ذارعان وقدمان ويأكل فول وطعمية صباحا وجبنة فلاحي أو براميلي ورومي مساء؟ هل له عقل وقلب؟ هل لديه فكرة ولو بسيطة عن معنى الوطن والوطنية؟ رغم غرابة هذه الأسئلة إلا أنها تجد منطقها في ضوء الصورة «البشعة» التي يتم طرحها عن الإخوان كفصيل سياسي وديني خاصة بعد إعلان نتائج انتخابات الرئاسة والتي أسفرت عن دخول «مرسي» و»شفيق» في جولة إعادة.

لقد كان مثل هذا التحول على صعيد الحملة ضد الإخوان متوقعا، وهو أمر قد يراه البعض مبررا في الحملات الانتخابية وإن كان يجب أن يلتزم خطوطا محددة لا يتجاوزها. غير أنه إزاء حالة الاستقطاب التي نعيشها، فإن جرعة الحملة زادت عن الحد بشكل قد يفرز تحولا في الصورة العامة عن الإخوان ليتحولوا في منظور الأجيال القادمة إلى شيء آخر غير ما هم عليه الآن.. وقد يصل إلى تصورهم لدى البعض من «آكلي لحوم البشر». 
خذ مثلا التطور الذي آلت إليه إحدى الطوائف الإسماعيلية والتي انفصلت عن الفاطميين في القرن الثامن الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله. لقد أصبحت هذه الطائفة تعرف باسم «الحشاشين» وهو الاسم الذي التصق بها، حسب إحدى الروايات، في ضوء ما كانت تقوم به الجماعة من عمليات انتحارية واغتيالات ضد خصومها. وقد وصل عمق التحول في الدلالة التي أطلقت على هذه الفرقة إلى حد أن لفظ الاغتيال في اللغة الإنجليزية اشتق من اسم هذه الفرقة Assassin وأصبح لفظ الحشاشين يرمز للاغتيال!
فهل يأتي علينا اليوم الذي يتحول فيه لفظ «الإخوان» ليصبح في الذاكرة الشعبية محملا بدلالات بالغة السلبية؟ هل نشهد مثلا تطورا في اللفظ فيتم حذف الألف في أي سياق ليصبح الإخوان «الخواّن» في دلالة على الخيانة، على غرار مفهوم الأعداء في فيلم «البريء» لأحمد زكي. ولم لا.. فأسيوط مثلا لم تكن كذلك قبل مجيء الحملة الفرنسية وإنما كانت «سيوط» فقط وعندما هم الفرنجة بالتوجه إلى الصعيد كان استخدامهم لحرف «A» الذي يعني «إلى»

سيوط، ومع الوقت تحولت سيوط إلى «A سيوط.. أو أسيوط» دون أن تحمل معاني سلبية بالطبع.. وهل ننطق اسم العلامة جلال الدين بالـ «أ» سيوطي أم السيوطي؟
المجال واسع في معرض ذكر ما يحدث من مبالغات، لا شك أن قطاعا من الإخوان أنفسهم فضلا عن بعض ممارساتهم بعد ثورة يناير أوصلت الأمور لهذا الحد، غير أنه يبدو من الغريب أن نمارس مع ذواتنا نفس حملة التشويه التي نعاني من قيام الغرب بها معنا.
خذ مثلا تقريرا أعدته جمعية مواطنون ضد الغلاء أدانت فيه قيام الإخوان بما وصفته بالرشاوى الغذائية للتأثير على إرادة الناخبين.. حيث لم تجد الجمعية ما تدينه في ممارسات الإخوان سوى أنها تبيع اللحوم في أجواء غير صحية تحيط بها الأتربة .. وكأن اللحوم في «المحروسة» من أدناها إلى أقصاها تباع في أجواء صحية لا تحيط بها الأتربة! ولأن الهدف هو محاولة وضع ممارسات تحت مجهر «التخطئة» فقد راحت الجمعية تنتقد سعر الكيلو من اللحوم – سودانية -  بأنه 35 جنيها فقط تشكيكا في سلامتها، رغم أن الحكومة ذاتها كانت أعلنت اعتزامها بيعها بأقل من 30 جنيها!
إذا كان على الانتخابات.. صوّت لـ «شفيق» أو لـ «مرسي» أو أبطل صوتك.. المهم أن تأتي النتيجة نزيهة بدون تزوير.. لنبدأ حياتنا في مصر الجديدة دون مرارات او أحقاد وذلك هو المهم!