رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عبدالمنعم سعيد

لا أتخيل، فى حدود متابعاتى وقراءاتى لما مررنا به من أحداث وكتابات بعد الثورة، أن هناك شخصا كال انتقادات للثورة بالشكل الذى قام به الدكتور عبدالمنعم سعيد. فالرجل لا يترك شاردة أو واردة إلا وغمز ولمز فى الثورة ونتائجها وحالنا الذى وصلنا إليه بسببها، لا أميل إلى الأحكام الحادة أو القاطعة..

والأمور بالنسبة لى ليست أبيض أو أسود ولكن كتابات سعيد لا تجعل أمامك مجالاً لتصور أن هناك منطقة ما بين اللونين.. ومقالات الرجل «تنفث» ضيقا بالثورة رغم أنه لم يضر كثيرا من نتائجها باستثناء إقالته من منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام.. فلا هو وضع خلف القضبان كما وضع غيره، ولا قصف له قلم فغاب عن القراء، وإنما يطل عليهم يوميا رغم الإطاحة بالعمود اليومى لرفيقه فى المسئولية أسامة سرايا، كما أن الرجل لم يوضع تحت قيد المنع من السفر، حيث يصول ويجول فى مؤتمرات بالخارج منظّرا لمسارات الثورة وسياسات مصر بعدها. فلماذا كل هذا العداء؟ سؤال أعتقد أن إجابته قد لا تكون سوى لدى سعيد نفسه!
أحيانا أسأل نفسى: إذا كان ذلك شعور سعيد، فما هو يا ترى شعور رجل مثل أحمد عز أو فتحى سرور.. إذا استبعدنا جمال وعلاء.. ومبارك نفسه؟ يجعلنى ذلك أحمد الله على أنهم وراء القضبان، لأنه إذا كانت تلك مواقف كاتب لم يضر، فما بالك بفرعون تم إسقاطه وحاشيته عن كرسى الحكم بعد عقود من التمتع به؟ أتصور أن النتيجة كانت يمكن أن تكون مروعة ولن يتوانى أمثالهم عن تدمير البلد عن آخره والقضاء على الأخضر واليابس به.
المجال ليس متاحا لتحليل مضمون مقالات سعيد - وهو أسلوب لا أشك أن سعيد الأكاديمى لا ينكره أو يتحفظ عليه - فالحيز يضيق ولكن النماذج مطلوبة حتى لا يكون الحديث مرسلا ويبعد عن الحيدة والنزاهة.. خذ مثلا مقاله الذى نشره الأحد الماضى بعنوان: «ذهب وياقوت ومرجان» والتى ينزل فيها سعيد من عليائه الأكاديمى إلى «خفة» نوعية معينة من الصحفيين فى تناول برامج

المرشحين بشكل بالغ السخرية لا تليق بمقامه ومقام المرشحين ومقام الشعب المصرى الذى ينتظر منه تقييما موضوعيا يرشده بعد أن ضاعت البوصلة من مواطنيه.
فى أعقاب قراءتى لمقالات سعيد، تحضرنى على الفور كتابات المستشرق اليهودى برنارد لويس، رغم اختلاف المجال، فالأخير يكن عداءً للإسلام لا يضاهيه عداء رغم أسلوبه الذى يمكن أن ينطلى على الكثير من القراء فيما يصفه الدكتور سيف الدين عبد الفتاح بـ «مكيدة الموضوعية». على المنوال ذاته فإن «سم» آراء سعيد يسرى فى «عسل» كلماته بشكل يصعب أن تشعر به إلا بعد فوات الأوان.
لا أقول إنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان، وما كتبه صاحب هذه السطور وغيره كثيرين يكشف عن ذلك، ولكن فرق كبير بين أن تكتب من موقع «الناقد» ومن موقع «الناقم»! فرق كبير بين أن تبرز سلبية للدفع بتجاوزها والتحليق فى فضاءات الأمل، وبين أن تبرز سلبية لغرس اليأس فى النفوس والإيحاء بأن الإصلاح من رابع المستحيلات. ولكن ماذا نفعل فتلك طبيعة البشر.. ألم يقتل قابيل هابيلا؟! فالتسامى عن الضغائن والسمو فوق المصالح أمور لا يدركها إلا من رحم ربك. إذا لم يوافقنى سعيد على رأيي، وأشك أنه سيوافقني، فأستأذنه فى السماح لى بالحقوق القانونية لجمع مقالاته فى كتاب ليكون القارئ بعد قراءة شاملة لمجموع آرائه هو الفيصل والحكم بينى وبينه!

[email protected]