رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سيناء .. احتفالات العودة وقضايا التنمية ومخاطر ثورة الترابين

23 عاما مرت على تحرير سيناء وعودتها إلا طابا التى تأخرت قليلا... ومنذ تحريرها وهى تحت وطأة سياسات عاجزة عن وضع خطط فاعلة لتحويلها إلى منطقة نامية... متطورة...

منتجة... مساهمة بقوة فى الدخل القومى... ورغم أن سيناء تملك كل المقومات إلا أنها ما زالت صحراء لا يعرف طرقها ودروبها إلا قليل من أهلها... ولا يعرف ثرواتها إلا قليل من علماء الجيولوجيا وليس رجال الاقتصاد ... وأذكر اننى حملت رسالة من شباب سيناء إلى الرئيس السيسى منذ شهور يضعون فيها أنفسهم طوع خطط التنمية إن وجدت... والرسالة ضمت عددا من المطالب التى يتطلعون إليها... بعد أن قدموا أنفسهم وكأنهم يحدثون أجنبيا قالوا: الحكام السابقون كلهم ظلمونا ... عبد الناصر تسبب فى احتلالنا ... والسادات بنى فى كل محافظة مدينة جديدة ولم يفكر فى بناء غرفة فى سيناء ... شمالا وجنوبا ... ومبارك لم يهتم فى سيناء إلا بالبحر وشرم الشيخ ...  ومرسى ابتلانا بالإرهابيين من دول عديدة ... ولم يعرف فينا إلا مساحات الأرض التى تصلح لتدريب الأهل والعشيرة على قتل مصر... وجيشها ... وشرطتها ... قالوا أيضا: رغم عدم اهتمام الدولة بنا لم نكن يوما ضدها ولن نكون ... ساعدنا عبد الناصر فى حرب الاستنزاف ... وساعدنا السادات فى العبور ... وساندنا مبارك فى تعمير شرم الشيخ ... واليوم نساند السيسى ... والجيش ... والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب ... لكن لم ينظر أحدهم إلينا على أننا مواطنون مصريون ... حرمونا من الالتحاق بالمؤسسات السيادية ... ومن الوظائف الهامة ... كل المحافظين الذين تولوا إدارة سيناء شمالا وجنوبا من خارجها ... قالوا إننا محافظات حدودية ... ومقتضيات الأمن القومى تفرض خبرات خاصة فى المحافظ ... قلنا آمين ... لكن كل محافظ يأتينا بطاقمه الخاص ... سكرتير عام من خارج المحافظة ... مدير الأمن من خارج المحافظة ...  رؤساء مدن والأحياء من غير السيناوية ... اكثر من ذلك ... كل الوظائف الهامة والمرتبطة بتسهيل حياة الناس تأتينا من خارج أهلنا ... رئيس شركة الكهرباء ... والمياه ... مديرو الإدارات التعليمية ... مدير المرور ... مديرو فروع البنوك ... كل هؤلاء وغيرهم فى وظائف أقل أهمية  مطلوب من الدولة أن توفر لهم سكنا لائقا ... وبدل غربة ... ومعظمهم لا يقضى فى مكتبه إلا ساعات قليلة ... وكلهم لا يستمر فى موقعه إلا سنوات أو شهوراً لا تسمح له بالإنجاز ... حتى عندما فكروا فى الاستثمار استقدموا رجلا من خارج سيناء ... أعطوه أرضا ليبنى مساكن لشباب العريش ...فبنى قرية سياحية ولم يحاسبه أحد ...  مرة وحيدة حاولت الرد وليتنى لم أفعل ... قلت:  كلهم مصريون ... جاءنى الرد يحمل مرارة الغربة داخل الوطن ... ونحن أيضا مصريون ... ولدينا كفاءات كثيرة ... بيننا مهندسون وأطباء ... فينا من تخرج فى الجامعة ... ومن كان يوما من خدم مصر فى مواقع بالجيش والشرطة ... لدينا من يصلح محافظا ... وسكرتيرا عاما ... ورئيسا للمدينة والحى ... لدينا خبرتنا بأهلنا وعاداتهم ... وطباعهم ... وتقاليدهم ... وكلها أدوات نجاح لم يملكها كل من جاءنا من خارج سيناء ...لدينا عقول تفكر لسيناء ... وأحلام لن يحققها إلا نحن ...  وإذا كانت كلمات الرئيس

أنه لن يبنى مصر إلا أبناؤها ... فلن يعمر سيناء إلا أبناؤها ... فكل الذين جاءوها من المحافظات الأخرى لم يعمروها ... لأنهم لا يعرفون عنها إلا القليل أو النادر أحيانا ... هذا  الكلام لن يسمعه الرئيس ولا أى مسئول فى مجالس العواقل والشيوخ. 
هكذا تركنا سيناء نهبا لكل طامع أو مغامر ... وهكذا دفعنا بقطعة غالية هدية لكل إرهابى باحث عن قاعدة للانطلاق ... حتى اضطررنا إلى الاستعانة بثورة الترابين ضد أهل الولاية ...  حتى ثورة الترابين الخاطئة جاءت متأخرة لأنهم لم يتحركوا إلا بعد ما أحرقت النار منازلهم ... وبعد أن طالت سكاكين الدواعش أعناق أبنائهم ... فجأة عرفوا أماكن اختباء الارهابيين! ... هاجموهم!... شنوا عليهم حربا ...حملوا السلاح وطاردوهم ... أحرقوا عششهم ... ووصلوا فى ساعتين إلى مناطق لا تستطيع المدرعات الوصول إليها!... هكذا قال الشيخ موسى الدلح ... هكذا أكد بيان الترابين ... وهكذا تزداد سيناء بعدا عن الدولة ... وعن الخضوع للقوانين الحاكمة ... وللدستور الذى يحظر تشكيل ميليشيات..  والدول التى احترقت بأسلحة فصائل من أبنائها فى منطقتنا كثيرة ... فاليمن تضيع تحت طلقات الحوثيين وأنصار عبد الله ورجال هادى ... والعراق يسير بخطوات ثابتة وسريعة نحو التقسيم بأسلحة الأكراد والعشائر ... السلاح فى يد الدولة أمن وأمان ... وفى يد العشائر قلاقل وأخطار ... استعراض القوة لا يكون إلا للجيوش ... ولا أظن ثورة الترابين  تمت بالتنسيق مع مؤسسات الدولة ... ولو كان قد تم بالتنسيق مع أى مؤسسة من مؤسسات الدولة  زادت خطورته ... لأن فى سماح الدولة ـ أى دولة ـ لمجموعة من الناس  بحمل سلاح خروجاً على الشرعية ... وتهديداً لأمن الوطن ... ولمستقبله ... لأن حمل السلاح على هذا النحو يحمل فى طياته دعوة للاقتتال ... ويضع هيبة الدولة فى مأزق ... ويعطى حقا للآخرين بحمل السلاح بدعوى أخذ الحق ... أو الدفاع عن المال ... والعرض ... أو حتى حماية الوطن ... وهو ما يفتح بابا خلفيا للتسلح ... بدعوى مواجهة أخطار المفروض أن الدولة كفيلة بمواجهتها.
أعيدوا سيناء قطعة من الوطن تشملها خطط التنمية ... وتحميها أسلحة الجيش والشرطة فقط.
Email:[email protected]