عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا زعامة فى الشرق الأوسط إلا للعرب

جيش عربى مشترك.. أهم قرارات القمة التى استضافتها مصر فى شرم الشيخ.. حلم عربى طال انتظاره.. ابن جديد للتعاون العربى المشترك.. تعثرت ولادته رغم كثرة الأزمات التى مرت بالأمة.. لكنه جاء إلى الدنيا تحت وطأة الأخطار.. فالعمل العربى المشترك  لم ينجب كثيرا من الأبناء.. الوحدة الاقتصادية لها كيان ومنظمة.. لكنها مازالت تتعثر بسبب الأغنياء والفقراء من الدول والشعوب.. واستبدلناها بسياسة المنح.. والعطايا.. والمساعدات.. لم نتفق حتى على إعطاء ميزات تفضيلية للمنتج العربى داخل الوطن الواحد..  حرية التنقل مقيدة بنظم الكفالة تارة.. وبتعقيدات الحصول على تأشيرات الدخول تارة أخرى.. العملة الموحدة مستحيلة.. والتكامل لا يتعدى كلمات فى الخطب والمناسبات.

الجيش العربى تم تفعيله حتى قبل أن تصدر القمة العربية قرارا بتشكيله.. فما الضرورة التى دعت إلى ذلك؟
ما يحدث على الساحة الإقليمية يفرض على العرب أن تكون لهم قوة تدافع عن وجودهم ومصيرهم.. فالتغيرات الجيوسياسية تضرب دولا عربية بقوة..  تفكك الدول فى الواقع.. تخلق حكومات شرعية.. وأخرى موازية.. تقسيمات الأرض أصبحت الظاهرة الأكثر وضوحا.. توزيعات القوى السياسية.. والاقتصادية تتخلخل.. اللاعبون فى المنطقة العربية يتكاثرون.. القوى الإقليمية تسعى للاستيلاء على أكبر من قطعة من التورتة..  مجموعة الخمسة + 1 على وشك توقيع اتفاق لا يخلو من صفقة يكون النفوذ فيها عنصرا أساسيا.. فالقضية ليست تصنيع سلاح نووى فقط.. هى ضغوط لتحقيق مكاسب فى اتجاهات أخرى.. هى تفاوض حول الأطماع.. إيران فى هذا الاتفاق لن تتنازل عن زيادة نفوذها فى المنطقة.. وهذه الزيادة لن تكون بعيدة عما يجرى فى اليمن.. فالميليشيات الحوثية مدعومة من إيران وموالية لها.. وليس بعيدا عن المنطق السياسى أن طهران تسعى لوضع قدم لها فى منطقة مؤثرة دوليا مثل منطقة باب المندب..  باب التجارة العالمية.. فلدى إيران أطماع فى عودة الخليج الفارسى  بديلا للخليج العربى.. وتصريحات السيطرة على 3 عواصم عربية ليست بعيدة عن هذه الترتيبات.. وما يحدث فى العراق .. ولبنان.. وسوريا.. واحتلال جزر طنب الإماراتية جزء من أطماع إيران.
وإيران ليست اللاعب الوحيد فهناك تركيا التى تخشى منح قوة للأكراد فى العراق.. لأن هذه القوة قد تحيى حزب العمال الكردستانى.. وتزيد القلاقل فى تركيا فى وقت يسعي فيه أردوغان لتنصيب نفسه.. وبلاده على عرش  زعامة المنطقة.. وكلتا الدولتين ـ إيران وتركيا ـ لم تخف هذه الأطماع.. بل إن الدولتين خطتا خطوات حقيقية لتحقيق القدر الأكبر من أطماعهما, أو على الأقل مصالحها.. فإيران تدعم الشيعة فى

كل مكان.. وتركيا تدعم كل التنظيمات التى تضعف الحكومات فى الدول العربية.. أو تلك التى تفرض مناطق نفوذ تنتهى إلى تقسيم فعلى للبلاد.. والهدف النهائى هو خلق كيانات أكثر ضعفا يمكن التهامها بسهولة.. أو على الأقل تحويلها إلى كيانات تابعة لا تملك من أمر نفسها شيئا.
من بعيد تبدو أيادٍ كثيرة تلعب أدوارا من وراء ستار.. وأحيانا من أمام الستار.. فأمريكا أعلنت أنها لا تريد خلع نظام الأسد فى سوريا.. وأمريكا أيضا أعلنت أنها ستزود المعارضة المعتدلة فى سوريا بالسلاح.. وأنها ستدربها عليه فى تركيا ...
كل هذا يقول إن الهدف واحد.. سواء لدى القوى الاقليمية.. أو القوى الأخرى بزعامة أمريكا.. فما حدث فى بدايات النصف الثانى من القرن التاسع عشر بإعلان إمبراطور روسيا نيكولاى الأول أن الدولة العثمانية أصبحت الرجل المريض.. ودعوته ـ بريطانيا ـ القوة الاستعمارية الأولى فى العالم لمشاركته اقتسام أملاكها.. تحاول أمريكا.. وتركيا.. وإيران تكراره اليوم مع العالم العربى.. ولو لم يتحول العرب إلى قوة لأكلتهم ذئاب اللئام.
الإعلان عن الجيش العربى المشترك هو الرد الوحيد للقادة والزعماء العرب على محاولات السيطرة على بلادهم.. وعلى خيراتهم.. وعلى موقعهم الاستراتيجى الفريد.. وتفعيل هذا الجيش فى اليمن قبل الإعلان الرسمى عن تشكيله هو الرد الحاسم على الطامعين.. والساعين لإضعاف العرب.. والطامعين فى زعامة المنطقة.. فما أعلنه القادة والزعماء العرب فى شرم الشيخ يؤكد أنه لا زعامة فى هذه المنطقة ـ الشرق الأوسط ـ إلا للعرب.. وأن العرب اختاروا مصر قائدا.    
   
(ما يحدث على الساحة الإقليمية يفرض على العرب أن تكون لهم قوة تدافع عن وجودهم)
تباريح
المرأة نصف الرجل.. وكل الحياة
Email:  [email protected]