رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هؤلاء.. نسينا دعوتهم إلى «شرم»

اليوم يوم المؤتمر.. اليوم  ندخل مرحلة جديدة من خارطة المستقبل، ورغم أن الخارطة التى توافقت عليها القوى السياسية لم تشر من قريب أو بعيد الى المصاعب الاقتصادية، إلا أن الحاجة إلى دعم الاقتصاد المصرى وتعويض عن السنوات العجاف التى ضربته منذ ثورة 25يناير باتت ضرورة ملحة، ولا يخفى على أحد ـ المتخصصين  والعامة ـ أن السنوات الأربع الأخيرة مرت بصعوبة بالغة، ولولا الأشقاء العرب والدول الصديقة لما أمكن المرور من الضائقة الاقتصادية الخطيرة حتى وصلنا إلى مرحلة عنق الزجاجة التى نعيشها حالياً.

وانعقاد المؤتمر الاقتصادى اليوم فى شرم الشيخ مجرد  انطلاقة أعدت لها حكومة المهندس إبراهيم محلب وعاش خطواتها كاملة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى.. وإذا كان هدف المؤتمر جذب استثمارات جديدة للسوق المصرية، فإن مجرد استضافة هذ الحشد من المسئولين وأصحاب رؤوس الأموال فى مدينة السلام ليس مؤشراً كافياً على النجاح...  كما أن الموافقات العديدة التى حصلت عليها مصر من أنظمة ومؤسسات اقتصادية ومستثمرين أفراد على الحضور، ليست شيكات على بياض، لكن سبقتها خطوات خطوات، وتستتبعها أخرى. ذلك أن مصر ليست الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تبحث عن استثمارات جديدة فى المجالات التى تطرحها فى المؤتمر. فالمنافسين فى منطقتنا كثيرون بعضهم نجح فى خلق البيئة الجاذبة للاستثمارات.. والبعض الآخر يملك قاعدة تتيح له اجتذاب رؤرس الأموال الأجنبية.
والحقيقة أن مصر ليست محرومة من ميزات تضعها على قائمة الدولة الجاذبة، سواء من حيث الموقع. أو اتساع السوق الذى يتعدى التسعين مليوناً من السكان الى أكثر من مليار نسمة فى أفريقيا، وهى السوق  التى ترتبط مصر مع أكبر دولها سكاناً باتفاقية تفضيل تجارى «الكوميسا». وتتوافر فى مصر الخامات الأولية لمجموعة صناعات قد لا تصلح فى بلاد أخرى إضافة إلى الأيدى العاملة الرخيصة كما أن الظروف السياسية والأمنية المحيطة بمصر ووقوفها على أعتاب الاستقرار الداخلى، كلها تخدم المؤتمر وتوفر فرصاً أكبر للنجاح.
كل ما سبق ـ وغيره ـ يهم رجال الاقتصاد والسياسة والمتخصصين، فماذا عن اهتمامات المواطن العادى... ما دوره؟ وماذا ينتظر من هذا المؤتمر؟.
استعدت الحكومة للمؤتمر مع نفسها ولم تتكلف... مشقة شرح المؤتمر للمواطن.. واكتفت بأن أعلنت أعداد وأرقام الحاضرين لدعم مصر اقتصادياً ـ فتحول المؤتمر فى ذهن الكثيرين إلى مجرد مظاهرة... وتصورنا ـ أنت وأنا ـ أن المستثمرين سيأتون من كل فج عميق محملين بشنط تملؤها العملات من كل نوع ولون.. وأن الرؤساء والملوك والحكام سيضخون المزيد من المنح والعطايا فى سباق المال والبضائع، والحقيقة غير ذلك. فنتائج المؤتمر الاقتصادى قد تعلن فور انتهائه لكن تأثيراته وانعكاساته على الحالة الاقتصادية لن يكون بين يوم وليلة.. فمعظمها وعود واتفاقات قد يتحقق جزء كبير منها أو كلها.
باختصار لن يضع المستثمرون فلوسهم فى جيوبنا.. ولم يأت أحدهم لمساعدتنا... فالمستثمر ورأس المال يبحث عن التنمية، لنفسه أولاً ثم لغيره، وليس عن حدود  توفير لقمة العيش. لأن التنمية توفر لقمة العيش.. وقطعة البقلاوة أيضاً.. وحتى نجنى ثمار المؤتمر لابد أن يكون لنا كمواطنين دورفاعل فى انجاحه على المدى الطويل. وأن نغير.
أو على الأقل أن ندفع شبابنا للتغيير.. والاستعداد لنتائج المؤتمر بالتدرب على مهن جديدة.. واستبدال النظرة المقدسة للوظيفة الحكومية المكتبية بالوظيفة الإبداعية والمهن  اليدوية.. وأن نغير من إيقاع العمل والانتاج.
وبغير دور فاعل للمواطن لن ينجح مؤتمر شرم الشيخ.. وعلى الحكومة أن تعى ذلك وأن ترسم الدور المناسب للشعب.. بعد أن نسيت دعوة أفراد الشعب العظيم للتأهل.. وحضور للحدث العظيم.