رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشعب العظيم وتفسيرات الهواة

التغيير الوزارى تم والحمد لله... لم يكن مفاجأة  للعارفين وللفاهمين... الاجتهادات فى تفسيره ذهبت كل مذهب... بعضها صحيح... والكثير منها خطأ... والأقل منها يدخل فى إطار الشماتة... وكل وزير ممن تم تغييرهم له قصة وحكاية يرددها الناس بحسب مواقفهم منه... فإن كان صديقا وجدوا له مبررا...

إن كان منافسا وضعوا على رأسه الطين... إلا واحدا فقط يود كثير من الناس ـ وأنا منهم ـ معرفة حقيقة أسباب إقالته حتى لو كانت بالضرب لأعلى ... خاصة أن التكهنات رمته بأشياء أقلها التقصير... وبعضها ذهب إلى تضخم الذات... وكل التكهنات التى يرددها الشارع... وينقلها بعض الإعلاميين لا ترقى إلى مستوى الحقيقة... ذلك أن المواطن العادى يعرف ـ أو يتصور ـ أن الرئيس السيسى واللواء محمد إبراهيم أصدقاء... أو أن بينهما اتفاقا غير معلن على ضرورة انقاذ البلاد من مؤامرة التقسيم... على الأقل هما شريكان  فى الإطاحة بحكم الإخوان... وشريكان فى فض اعتصامى رابعة والنهضة... وشريكان فى عمليات مكافحة الإرهاب... ومواجهة الإرهابيين... بل إن الرجل هو الوزير الوحيد الذى جرت محاولة لاغتياله فى خضم العمليات الارهابية... كل هذا يعطى تساؤلات الشارع أهمية قصوى... كل ذلك يعطى للسؤال حول سبب إقالة إبراهيم عمرا سيطول... سؤال سيظل يتردد كلما جاءت ذكرى ثورة يناير... كلما جاءت ذكرى فض الاعتصامات... أو كلما ذكرت وسائل الإعلام قصص القبض على قيادات الإخوان الذين أقسموا جميعا أنهم ليسوا أعضاء فى التنظيم لحظة القبض عليهم.
وأخذا بحسن النوايا... وطيبة القلب المشهورة عند المصريين... أعطى لنفسى حق الاجتهاد فى البحث عن إجابة لسؤال رجل الشارع العادى... خاصة أننى لا أدعى علما ببواطن الأمور... ولا بأسباب التغيير... هو مجرد اجتهاد قد أصيب فيه لكنه إلى الخطأ أقرب... أولا لا أظن التغيير كان مفاجئا لأن كثيرا من الإعلاميين القريبين من مراكز صناعة القرار تحدثوا

فى برامج الرغى التليفزيونى... أو كتبوا فى الصحف عن هذا التغيير قبل حدوثه ... البعض بأيام والبعض بساعات... بل إن إعلاميا تحدث صراحة عن تغيير ـ أو رحيل ـ وزير الداخلية فقط...  وأفرد لهذا الحديث حلقة كاملة من برنامجه الشهير... حتى أن عددا ممن يظنون فى كاتب هذه السطور خيرا تحدثوا إلى متسائلين عن قرب إقالة محمد إبراهيم... وأسباب ذلك... إذن الموضوع مطروق... أو تم تسريبه للتمهيد له وقياس رد فعل الشارع... ورد فعل  قيادات الداخلية قبل إعلانه... ثانيا أن التغيير من إبراهيم وهو رجل أمن عام  إلى عبد الغفار وهو رجل أمن دولة يعنى أن المواجهة مع الإرهاب انتقلت من  المواجهة القتالية التى نجح فيها إبراهيم... إلى المواجهة المعلوماتية الفكرية التى يملك عبد الغفار فيها خبرة كبيرة تؤهله لقيادة المنظومة الأمنية بشكل يتناسب مع المرحلة الجديدة.
أيا كانت التكهنات الصحيحة... أو التفسيرات التى لامست الصواب... نحن أمام قرار بتغيير وزارى هام... فى مرحلة هامة... والتغيير يخص الشعب المصرى العظيم ـ كما يصفه المسئولون ـ  وليس معقولا ولا من باب التوافق مع المرحلة الجديدة...  وبعد ثورتين عظيمتين ألا يعلن المسئولون أسباب التغيير... أو أن نترك الشعب العظيم للتكهنات... ولتفسيرات الهواة.   

Email:[email protected]