عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب فى الإعلام

خلال الأسبوع الماضى جرت حوارات كثيرة بينى وبين مصريين فى الخارج عن الأحداث فى مصر كنا نتحدث... عن شهداء سيناء... شهداء الاستاد... شهداء التفجيرات... كلنا تحولنا إلى مشروعات شهداء ... الحوارات أفزعتنى... كل الكلمات أدخلت القلق على قلبى...

  معظمها دفعنى للتفكير فى حل...  معظم الحوارات دارت بينى وبين مصريين يعيشون فى الخارج منذ سنوات، القليل منها كان مع غير المصريين... ومعظمهم من المسلمين... ورغم أننى لا أفرق بين المصريين بسبب الدين... فالكل مصرى... تربى على هذه الأرض... وأكل مما ينتجه طينها... وشرب من هذه المياه...  إلا أن هذه الملحوظة مهمة فى سياق الحدث... ودلالات الحوار... والحديث كان عن مصر... وما يحدث فيها... وما يفعله بعض أبنائها... فى معظم أبنائها... ليس الموضوع هو التفجيرات والإرهاب فقط لكنه الدم الذى يسيل... ويزيد... من جنود الجيش والشرطة... من شباب الألتراس... وشباب الجامعات...  أفزعنى أن الجميع لا يملك صورة حقيقية لما يحدث فى وطنه الأم... رغم أنهم يعيشون فى دول مختلفة... بعضهم فى أمريكا... والآخر فى أوروبا... وقليل منهم فى استراليا واليابان... والقاسم المشترك أنهم تغربوا عن مصر تحت وطأة البحث عن فرص أفضل للحياة... أو بحثا عن فرص دراسية أحسن... وسواء من حقق منهم نجاحًا فى مجالات لم يسافر من أجلها... أو من نجح فيما سافر له... كانوا جميعًا مهتمين بمعرفة أخبار ما يحدث فى وطنهم... كلهم أجمعوا على فشل الإعلام المصرى فى الوصول إليهم... معظمهم يعتمد على ما تكتبه صحف أجنبية... أو على قنوات  متحيزة ضد ما تشهده مصر من تغيرات... وأحداث... أو وسائل إعلام أخرى أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعى... جميع المصادر غير مصرية... غير منصفة... غير محايدة... ولا تتحدث لغة مطمئنة... ولا تقدم صورًا

حقيقية... وساهمت جميعها فى رسم صورة مشوهة لما يحدث فى مصر.
أخذنى قلقى إلى قنوات التليفزيون المصرى... زادت صدمتى... وقلقى... وشعرت بأننا بلا جهاز إعلامى يقدم صورة ما يحدث فى مصر للخارج... إعلامنا مشغول بأن يشرح للداخل ولا يخاطب الخارج... قنوات التليفزيون المصرى مشغولة ... وممثلو هيئة الاستعلامات فى الخارج مشغولون بجمع الدولارات... وتحقيق المصالح... هم فى مهمة شخصية... رحلة عمل خاصة لتحسين أوضاعهم المالية... هيصة القنوات الفضائية لا تدافع عن مصر إلا داخل مصر...  لأنها لا تصل إلى أحد... حتى قنواتنا الموجهة تخاطب الداخل ولا تستهدف العالم الخارجى... نشرات الأخبار فى القنوات المصرية باللغة الانجليزية مجرد ترجمات لنشرات القنوات العربية... الفكر غائب... والتوجه مفقود... والفلسفة عقيمة... والاستراتيجية جامدة والعقول غبية.
يجب أن يعرف القائمون على إعلامنا المرئى والمسموع والمقروء أن نصف معركتنا الحالية إعلامية... وأن جهود الرئيس... ورئيس الحكومة... ووزير الخارجية فى حاجة إلى جهاز إعلام يساندها... وجهاز الإعلام الغائب لا يصلح فى مرحلتنا الحالية... كنا نهاجم الإعلام المصرى لأنه يتحدث فقط عن الحزب الحاكم... أما اليوم فقد أدخلوا على دوره تطويرًا جديدًا... وأصبح لا يتحدث أصلاً.
ارحمونا... وارحموا مصر من سياسات الهواة.  
[email protected]