رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مبارك المحظوظ

مازلت أعتبر حسنى مبارك محظوظاً رغم دخوله القفص.. وربما أزعم أن مجرد ظهوره فى قفص الاتهام جزء من حظه.. وحظ مبارك لم يتخل عنه طوال مشوار حياته.. والمتتبع للمشوار يكتشف ذلك بسهولة.. فلم يكن حسنى مبارك الضابط أمهر أقرانه ولا أشطر زملائه.. ولكنه كان يكره الإجازات... وكان يمكث فى وحدته العسكرية  حتى لو كان وحيداً.. وكان ذلك سبباً فى كثرة تردد اسمه بين زملائه وقادته... لأنه الحاضر دائماً.. والساعى للعمل حتى فى نوبتجيات أقرانه من الضباط.

 

وكان حسنى مبارك محظوظاً بتغيير مجال عمله من ضابط تخرج فى الكلية الحربية الى ضابط فى القوات الجوية.. ثم اختياره قائداً للكلية الجوية وخدمه حظه عندما أصبح قائداً للقوات الجوية.

وتأتى واحدة من أقرب قصص اختيار حسنى مبارك نائباً للرئيس أنور السادات دليلاً آخر على ما تمتع به مبارك من حظ... والقصة تؤكد أن الرئيس الراحل السادات التقى مبارك صدفة فى جلسة خاصة حضرها مبارك نفسه بالصدفة... وأن السادات كان يعرف مبارك عسكرياً... وكان فى تلك الأثناء ـ السادات ـ يبحث عن نائب له لا يعارضه فيما انتوى من خطة السلام... ثم الانفتاح... ثم الأحزاب...وكان بحث السادات ينصب أكثر على رجل يبرع فى التنفيذ دون حاجة للتفكير أو الابتكار...وكان السادات يسعى للتفرغ للزعامة... ويحتاج الى منفذ جيد... ومرة أخرى يتدخل حظ مبارك عندما يجد فيه السادات ضالته فيختاره نائباً للرئيس رغم الاعتراضات الشديدة التى أبداها مستشارو السادات... والمقربون منه على شخص مبارك.

وباغتيال السادات لعب حظ مبارك الدور الأساسى فى أنه نجا من حادث المنصة

وأصيب إصابة سطحية فى يده لا تتناسب مع الاطلاق الكثيف والعشوائى للنيران على المنصة من الإسلامبولى ورفاقه.. ويكتمل حظ مبارك بألا يكتمل اغتيال الرئيس السادات الى انقلاب يطيح بالنظام كله!!

ولم يتخل حظ مبارك عنه حتى فى ثورة 25 يناير.. فرغم وقوف الجيش فى صف الشعب... فإن المجلس العسكرى لم يلق القبض عليه... ورغم نصرة القوات المسلحة لمطالب الثوار... فإنها حافظت على حياته... وحمته.. وسلمته للعدالة بعد أن صدق الجميع قصة المرض... والاكتئاب والبكاء... والهزال..

وفى المحاكمة أيضاً خدم الحظ «مبارك» فوضعه تحت تصرف قاض حكيم.... إلا أنه ليس بحكمة مبارك التى ظلمت البلاد والعباد.

وكان حظ «مبارك»  حاضراً فى كل الأوقات... فقد حكم مصر 30 عاماً وهو رقم قياسى... ودخل قفص الاتهام كأول رئيس تتم محاكمته علناً فى الوطن العربى وكلها أحداث سيسجلها التاريخ.

وأحسب ان حظ مبارك لم يتخل عنه الا فى بيته الذى أضاعه وأضاع تاريخه.. ولن يشفع لولديه محاولات اخفاء وجه أبيهما داخل القفص.... فلحظات البر به كانت خارج القفص أكثر وأضاعاها.

Email:[email protected]