عيد 5 يونيه
صناعة الأعياد حرفة ... وذكاء ... وموهبة ... وهي صفات لا يتمتع بها إلا أصحابها ... وهم قلائل ... وتحويل الأيام السوداء إلي بيضاء يحتاج إلي غسيل ...
والغسيل يحتاج أحداثاً ... وفرحة ... وقرارات جريئة ... وإذا كانت البرازيل دولة مهرجانات ... فمصر بلد أعياد ... حتي أننا نقول إن كل يوم يمر بخير عيد ... ومن باب صناعة الأعياد ... وغسيل الأيام السوداء... كنت أتمني أن تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية فوز «السيسي» يوم 5 يونيه ... لغسل اليوم وتطهيره من الهزيمة ... وأظن قضاة مصر يؤمنون بالتطير «بالنحس» ... والأجيال الحالية أو الشباب لا يعرفون هزيمة 5 يونيه ... ونحن الكبار قد تحول لدينا 5 يونيه من هزيمة في 1967 ... إلي انتصار في 6 أكتوبر 1973 ... ومسحنا من ذاكرتنا الهزيمة العسكرية ... وفي 5 يونيه 1975 ... تدخل السادات بدهاء السياسي ... وذكاء المصري واختار هذا اليوم لإعادة الملاحة إلي قناة السويس ... فغسل اليوم ... محل اهتمام العالم ... وأحاله إلي عيد مصري ... وعربي ... ودولي.
وكان إعلان النتيجة يوم 5 يونيه كفيلاً بتحويله إلي عيد مصري ... وطني ... وعند أولاد البلد كلها أيام ربنا ... وذكاء المصري كان حاضراً ... فالاحتفالات التي أقامها المصريون في الشوارع ... والميادين سجلت هذا اليوم علي أنه عيد.
عموماً ... وبعيداً عن الأيام ... فغداً سيكون لدينا رئيس ... وغداً سيحلف «السيسي» اليمين ... ومن
كنت أتمني من لجنة الرئاسة ... واليوم أتمني علي ساكن قصر الرئاسة ... فالأعياد في مصر ينقصها عيد ... هو عيد الديمقراطية.
Email:[email protected]