رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأم أولى


كنت أنوى الكتابة اليوم عن وزارة الإعلام ومهازلها.. وعن الثورة التى تكاد تتفجر فى مبنى الإذاعة والتليفزيون.. وعن غياب الوزيرة عما يدور فى المبنى... وتسليمها مفاتيح الوزارة... والمبنى لشخصيات تتمتع بكراهية شديدة بين أبنائه... إلا أن المناسبات تأخذنا بعيداً عما نريد... وتجبرنا أحداث على أن نغير من اتجاهنا.. دون تغيير فى توجيهاتنا.... وليست هناك مناسبة تستحق أن نغير من نوايانا مثل  عيد الأم... وقد مر علىَّ عيد الأم أمس حزيناً كئيباً... ورغم مرور سنوات على وفاة أمى وأبى... إلا أن الأمس حمل لى ـ أو حملنى ـ الى يوم الوفاة بأحزانه... وأحداثه.

فى يوم وفاة أبى حزنت حزن الرجال... بكيت بلاصوت... فقد كان رحيله ذكورياً خالصاً... فى نفسه حين نطق الشهادة... وفى نفسى حين قلت إنا لله وإنا إليه راجعون... لم أستطع أن أجهش بالبكاء... ولا أن أعلن من الحزن إلا القدر الذى أبدو فيه متماسكاً... داخلياً كنت أشعر بخوف شديد.. فقد فقدت الناصح الأمين... سأواجه الدنيا بلا عقل يرشدنى... بلا رزانة الرجال... بدون خبرة سنوات لم أعشها ولكنها فى خزانة أبى... ادخرها لى من أحداث عاشها ولم أعاصرها... وأخرى عايشناها سوياً... لكنى لم آخذ منها إلا بقدر سنى... أخذها جميعها وفارقنى... يومها أحسست أننى سأواجه الحياة بظهر مقصوم...كان الخوف أكبر من الحزن.
ويوم وفاة أمى كان مختلفاً... لم أشعر

بكسر فى الرجال... بكيت بكل حرقة... اغتسل وجهى وابتل صدرى بدموعى... لم أكد أدرى أننى أحبها كل هذا الحب إلا بعد أن فارقتنى... ولم أكن أدرى انها تحبنى كل هذا الحب إلا بعد أن واريتها التراب... فى طريق العودة سمعت حديثاً تردد كثيراً على مسامعى...لكنى كنت آمن الدنيا فلم أعره اهتماماً كافياً... سمعت أن الملائكة تنادى من ماتت أمه... ان قد ماتت التى كنا من أجلها نكرمك... أونسترك... أو نحميك... كان الله يكرمنى من أجل أمى... كان الله يسترنى من أجل أمى... كان الله يحمينى من أجل أمى... كم أنت عظيمة ياأمى... كنت عظيمة عند الله فاختارك الى جواره... وحرمنى الإكرام... والستر... والحماية... والرزق... لذلك كان يوم فراقك حزيناً بعمق... حزيناً دون كسوف ودون مواراة.
اليوم اشتاق إلى أمى وأبى لأقول لكليهما... كل عام وأنتما بخير... فهل يطول اشتياقى... أم أذهب للقائهما قريباً.