رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حقى وحقك


 

أصبح اضراب الأطباء مسخة ... المرضى يدفعون ثمن ما لا يملكون له حلا ... مواقف الأطباء متناقضة بما لا يعطى مصداقية لقضية الكادر ... ولا لقضية الدخل... ففى مستشفيات

الغلابة الإضراب هو السائد... وفى العيادات والمستشفيات الخاصة العمل هو الدائم... وتحول الحق الذى يطالبون به فى الاضرابات إلى باطل... أو يمكننا القول أن قول حق يراد به باطل... فإما أن يتجع الأطباء ويضربوا عن العمل فى العيادات الخاصة... والمستشفيات غير الحكومية ... وإما أن يعودوا إلى عملهم دون نقاش ...لأن والمنهج الذى يمارس به الأطباء إضرابهم عن العمل ... حول مطالبهم إلى عداء للفقراء ... والفقراء فى بلادنا هم الأغلبية ... وهم المظلومون... وهم أيضا الأولى بالرعاية المجانية ... وأخيرا هم الأولى بالتظاهر ... ليس لتحسين أوضاعهم ... لكن تظاهرات الفقراء غالبا ستكون لخلق أوضاع آدمية لهم ...  واضراب الأطباء تحول إلى عداء للدولة بفقرائها ... ورضاء عن الدولة بأغنيائها ... والمنطق يقول أنه لو كان الأطباء يضربون اليوم عن العمل من أجل الكادر ... فلا مانع من أن يضربوا غدا من أجل أشياء أخرى.
لا أريد أن أقيد حق أحد فى الإضراب عن العمل ... لكن قبل أن يكون هناك قانون يحمى حقوق العامل ... ويسعطيه حقه فى الامتناع عن العمل ... هناك قانون حق المريض فى العلاج ... والأطباء الممتنعون عن اعمل فى المستشفيات الحكومية ... يخالفون ضمائرهم ... لأنهم يعملون مساء فى عياداتهم الخاصة بأضعاف مرتباتهم ... فالقضية إذن ليبست قضية دخل ... ولا قضية وضع اجتماعى ... وعلينا أن نكون أكثر صراحة مع أنفسنا ... وعلى الأطباء المضربين عن العمل أن يحسبوا ما لم يدفعوه للضرائب على عياداتهم الخاصة ...

وعن الجراحات ... والكوفات المنزلية ... وكلها دخول غير مرئية ... وغير محسوبة .
إن للأطباء حقوقا ... لكن للعمال أيضا حقوقا ... وللمهندسين ... وضباط الشرطة ... والجنود ... وضباط الجيش ... وفئات كثيرة من المجتمع لها من الحقوق أضعاف ما يشعر الأطباء أنه ضائع منهم ... ولو أضرب ضباط الشرطة لما وجد الأطباء من يحميهم وهم متوجهون لعياداتهم ... ولا للمستشفيات التى يعملون فيها ... وليس مقبولا أن يتمسك الأطباء بإضرابهم عن علاج الفقراء فى وقت تحتاج  فيه مصر إلى استقرار أوضاعها ... وإذا كان الأطباء يرون فى الاضراب حقا مشروعا فأين حق الفقراء ... وحق المرضى ... وحق الانسان ... وحق الدولة التى علمتهم.
على الأطباء أن يتمسكوا برسالتهم فى أ,قات الأزمات ... ولن يجدوا فى مصر أزمة أكبر مما نعيشه اليوم ... وإذا كان ذلك صعبا على أصحاب المؤهلات العليا ... فليتعلموا من عمال غزل المحلة الذين فضلوا حق مصر على ما يرونه حقا لهم ... وعادوا إلى مصانعهم ... تلك هى المواقف التى يتحلى بها المدركون للأشياء ... ويعرفون حقوق غيرهم ... قبل أن يعرفوا حقوقهم 
.

Email:[email protected]