رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعظيم سلام للببلاوي

انتهى موسم  الهجوم على حكومة الدكتور الببلاوى... ولن يجد البعض وزيرا يتصيد له الأخطاء والتصرفات لفترة... وفى رأيى أن حكومة الدكتور حازم

الببلاوى كانت محظوظة... كما كانت مظلومة فى الوقت نفسه... وهذا الرأى كتبته من قبل... وقلت إنها حكومة جاءت فى قمة المد الثورى... وتشكلت بعد عدة حكومات فاشلة... وضمت مجموعة من الخبرات المشهود لها.... صحيح أن وزراءها كانوا مزيجا من اتجاهات سياسية واقتصادية مختلفة... وصحيح أنها كانت حكومة هجين... وهو ما خلق مناخا رافضا لها... أو شديد الانتقاد من بعض من يطلقون على أنفسهم نشطاء... إلا أن ذلك لم يكن ضمن اهتمامات الناس... فما يهم الناس هو ما تقدمه الحكومة لهم... ما تحله من مشكلات... وما ينعكس على حياتهم... لا يهم عموم الناس ما يطلقه المتخصصون من أسماء ولا أنواع... ومعظم الناس ينتظرون من الحكومة غير ما ينتظره السياسيون... والثوار... والنشطاء... الناس يريدون حكومة توقف الغلاء... لا تكتفى بالحديث عن جشع التجار... لكن تقاومه... وتقضى عليه...  ولا تتحدث عن البلطجية... لكن تجمعهم حيث يجب أن يكونوا...  ولا تشرح لهم عقبات العمل بقدر ما تذللها لهم... فيجد الباحث عن فرصة عمل ضالته... وتنحسر البطالة بمرور الوقت.

ومنذ أن خرجت الملايين تنادى بالعيش... والحرية... والعدالة الاجتماعية... لم تجد إلا فقرا... وكبتا... وظلما... وانشغلت كل الحكومات بأشياء ليس بينها مطالب الشعب... حكومات اهتمت بتسيير الأعمال... وأخرى انشغلت فى التمكين... وحكومات نادت بدولة القانون... وخالفته... وحكومات تمسحت بالنهضة... فأورثتنا الفقر والتخلف... وحكومات نادت بالوحدة والمصالحة... ولم تحقق إلا الفرقة والتشرذم. مطلوب من الحكومة أن تكون حساسة تجاه الشعب... أن تشعر بمعاناة المواطنين... أن تداوى الأمراض التى تهددهم... وأن تجد لهم مأوى...  لا بد أن يشعر رجل الشارع بوجود الحكومة فى حياته... أن يرى الناس أن حياتهم أصبحت أسهل... وأن مطالبهم

باتت فى متناول أيديهم... أو حتى على مرمى البصر.

وأظن أن حكومة الببلاوى تعى أن نجاحها مرتبط برضا الشعب... وليس برضا النخبة... ولن يرضى عنها المواطن إلا إذا شعر انها تعمل لحسابه... ولن يكتب لها الاستمرار إلا إذا ربطت مهامها بالناس... بلقمة العيش... وزحمة الشوارع... بالاقتصاد المتداعى... وبالمصانع المتوقفة... باستقرار سيناء... والقبض على كل من يهدد الأمن والأمان... مهما كان موقعه... الناس تريد من الحكومة أن تستعيد مصر... أن نرى سائحين فى الشوارع.... وأحسب أيضا أن الدكتور حازم الببلاوى وحكومته حققوا شيئا يمكن أن نحسبه لهم... وأنها حكومة بدأت حياتها قريبة من الشعب... ومن معاناة الفقراء سواء فى إعلان تطبيق الحدين الأدنى والأقصى للدخول... أو بإعفاء تلاميذ المدارس من المصروفات... وبدراسة إعفاء الفلاحين من الديون. إلا أن نفس النقاط هى التى باعدت بين حكومة الدكتور الببلاوى والشعب... فالإضرابات العمالية التى اندلعت مؤخرا  لا تطلب إلا تطبيق الحدين الأدنى والأعلى... والوقوف إلى جانب الفقراء ومحدودى الدخل.

الدكتور الببلاوى فى شخصه يستحق الثناء والاشادة... ويستحق التقدير كرئيس لحكومة أدارت شئون البلاد فى وقت رفض الجميع تحمل المسئولية خوفا من ندرة فرص النجاح... ذلك وحده كافٍ لنضرب جميعا تعظيم سلام للببلاوى وحكومته.  

MostShafik@yahoo.Com