رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلعوا روح أكتوبر

غدا الذكرى ... كل عام وأنتم بخير ...  فى مثل يوم غد انتصرنا على العدو الذى كان وحيدا ... وفى مثل يوم غد حقق جنود مصر ... خير أجناد الأرض معجزة ...

حققوا نصرا _ بتوفيق الله _ على جيش لا يقهره إلا جندنا... وأذكر يوم 6 أكتوبر من عام 1973 ... كنت فى قلب القاهرة ... فى ميدان العتبة هناك سمعت البيان الأول ... كنت صغيرا لا أعرف قيمة النصر على جيش إسرائيل ... لكنى لا أنسى فرحة الرجال ... وزغاريد النساء ... وتكبيرات المسلمين والأقباط ... وتبادل التهانى بين باعة الميدان ... رأيت الفرحة وما زالت محفورة فى ذهنى ... عشت فرحة الشعب ... كل الشعب ... وتلك الفرحة هى الباقية فى ذهنى ... وهى سبب كل ما قرأته عن حرب أكتوبر ... وانتصار الجيش ... وبمرور الوقت كنت متابعا جيدا لتحركات صقر العرب أنور السادات ... ... وكنت سعيدا بتضامن الشعب العربى مع دول المواجهة ( مصر ... وسوريا ... والأردن ... ولبنان ) ... باختصار عرفت روح أكتوبر ... وعرفت أنها شعور بالنصر ... وبالعزة ... وبالكرامة ... وبالتضامن العربى ...ومنذ ذلك اليوم وأنا على يقين أن الذى انتصر هى الروح ... لا السلاح الروسى على الأمريكى ... ولا العرب على إسرائيل ... لكنها روح التضامن ... والتقارب.
وأغلب الظن عندى أن عدونا فطن إلى ذلك ... وعرف أن الذى هزمه هى تلك الروح التى ملأت الشعب العربى ... من المحيط إلى الخليج ... فراح يخنقها ... ويدفعنا إلى التخلص منها ... ووظف آلته الإعلامية الجبارة فى تحطيمها حتى ظنوا أنهم قضوا عليها ... وأنهم طلعوا روح أكتوبر من الجسد العربى ... وسهلت وسائل الاتصال الحديثة المهمة ... ولعبت أنظمة الحكم الاستبدادية الدور الأكبر ... وتحول نصر أكتوبر من معركة أمة ... إلى نكبة أمة ... وساهمنا

فى محو الإحساس بالنصر من ذاكرة الأجيال ... ولم يعد أحد من أبنائنا يعرف عن نصر أكتوبر إلا الضربة الجوية ... وفيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى ... وشرم الشيخ ... والسائحات الإسرائيليات العرايا فى طابا ... وتخلى المبدعون عن الذكرى فلم يقدموا لها ما تستحقه ... وتخلت الدولة عن الروح وتمسكت بالأغانى ... واتجهت الأجيال الجديدة إلى أغان ليس بينها الوطنية ... فراحت ذكرى أكتوبر ... ولم ننجح فى حجز المكان المناسب لها فى ذاكرة الإنسان ... اهتممنا ببناء المتاحف ... ولم ننظم لها الرحلات ... وتعبنا فى حكاية قصص الأبطال ... ولم ننتج فيلما واحدا عنها ... فأصبح نصر أكتوبر مجرد ذكرى سنوية لا تختلف احتفالاتها عن عيد ميلاد الزعيم ... أو عن ذكرى نجاته من محاولة الاغتيال.
إننا أمام نصر غال ... وثمين  ... وعظيم ... ويجب أن يأخذ هذا الحدث الجلل مكانا يليق به فى مناهجنا التعليمية ... فالنصر ليس حدثا ينتهى برفع العلم ... واسترداد الأرض ... وتكريم الشهداء ... لكنه يبدأ بهذه الأشياء العظيمة ... ليصل إلى أشياء أعظم ... ولن يتحقق الأعظم إلا إذا أخرجنا روح أكتوبر ... وأحيينا الجسد العربى ... وعرفنا أن مستقبلنا يبدأ من ماضينا المضىء .

Email:[email protected]