رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

23 رجلا 23 جرحاً

ما حدث فى سيناء مؤخرا خطير للغاية.. فخطف 7 من رجال الشرطة أو الجيش فى سيناء أمر جلل.. لأن خطف رجل الشرطة خطير.. لكن خطف رجل الجيش أخطر.. لأنه خطف

للدولة.. فالشرطة تمثل هيبة النظام أمام الشعب.. والجيش يمثل هيبة الدولة أمام أعدائها.. وخطف رجل الجيش إهدار لكرامة الجيش والدولة.. لو كان من عناصر خارجية.. والأمر أخطر لو كان من عناصر داخلية.. فأعداء الجيش مكانهم الطبيعى هو الخارج.. فلو وصلوا إلى الداخل كانت الكارثة.. ولو قررت تنظيمات داخلية مهاحمة الجيش دخلنا فى حرب أهلية.. أو على الأقل تحولنا إلى النموذج السورى.. بعد أن رفضنا التركى والإيرانى.. وما حدث فى سيناء هو امتداد لحادثة رمضان.. فالخطف ليس أقل من القتل.. لأنه أخطر.. فالقتل قد يتم عن بعد.. لكن الخطف لا بد فيه من مواجهة.. والقتل يتم لمجموعات.. وغدراً.. ومفاجئاً.. ويسهل على القاتل أن يتخلص من سلاحه ويتجول فى مكان الجريمة دون أن يكشفه أحد.. والخاطف يتحرك بغنيمته.. فتثقل حركته... ويسهل كشفه.
وكما ملأنا الدنيا ضجيجا بعد مقتل 16 جنديا فى رمضان الماضى.. أرى أننا نأخذ نفس الاتجاه بعد خطف السبعة.. مرسى يجتمع.. والداخلية تبذل أقصى جهودها.. والجيش يعد بالانتقام.. وتحرير الأسرى.. وتمر الأيام.. ويموت موضوع الخطف كما مات موضوع القتل.. فلا الرئيس فاضى للمتابعة.. ولا الوزير يجد من يحاسبه.. ولا الجيش ينهى توعده بعمل على الأرض .. لكن ما لا يعلمه مرسى.. وما لا يعرفه وزير الداخلية.. وما يحاول أن يتناساه قادة الجيش .. أن الشعب لا ينسى.. وأن الأيام قد تلهيه.. لكنه يظل يذر المقتول حتى يأخذ بثأره.. والمخطوف حتى يعيده وينتقم من خاطفه.. وكلما زاد الجرح عمقاً.. زاد أثره وألمه.. والجرح لدينا أصبح 23 جرحاً.. كل جرح برجل.. وكل رجل ببيت.. وكل بيت بأسرة فقدت فردا منها.. والأسرة لها جيران.. وعائلة.. وبقدر أقارب ومعارف المقتول والمخطوف يتسع الجرح.. وما ينطبق على الأهل والجيران يهون أمام ما

يصيب هيبة الدولة.. أما ما يصيب الجيوش فلا دواء له.. ولا شفاء منه.. فالجيش لدى الشعب هو الحامى.. والشعوب ـ كل الشعوب ـ تنظر لجيوشها بفخر وإعزاز.. حتى لو لم تدخل حروبا ولم تحرر أرضاً.. وإيمان الشعوب بجيوشها أهم مصادر قوة الجيش.. وحكاية الجيش والشعب إيد واحدة ليست اختراعا مصرياً..  فكل الجيوش مع شعوبها إيد واحدة..  والجيش المهزوم يفقد احترام الشعب.
وأغلب الظن أن حادث الخطف ليس بعيدا فى الهدف عن حادث القتل.. فكلاهما فى سيناء.. وهى أرض مصرية إلا لو كان لدى الإخوان رأى آخر.. وكلاهما استهدف الجيش المصرى داخل أراضيه.. وكلا الحادثين ضرب فى قدرة الجيش على حماية نفسه.. وجنوده.. ورجاله.. وأرى أن حادث الخطف وقبله القتل .. اختبار للجيش كله وليس لقياداته.. لا طنطاوى ولا السيسى.. وهو اختبار يضع آخر المؤسسات التى يحترمها المصريون فى مأزق.. وعلى الجيش وقادته أن يثبتوا أنهم قادرون على حماية أنفسهم قبل حماية الحدود.. فأخطر ما يفقده الجيش هو ثقة الشعب.. فالجيش اليوم مطالب بالقبض على القتلة ولو كانوا خلف الحدود.. والجيش مطالب بتحرير الأسرى ولو كانوا فى مجاهل الأرض.. هذا تكليف من الشعب إلى الجيش .. والجيش ملك للشعب.. لا لفصيل.. ولا لقادته.. ولو كان قائدهم الأعلى.. فليس هناك أعلى من الشعب.
Email:[email protected]