رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«تانى الأزهر والأمن الوطنى»

مرة ثانية تسمم طلبة الأزهر... ومرة ثانية يهاجمون مبنى أمن الدولة سابقاً... أو الأمن الوطنى الحالى... لا أحد يعرف من وراء التسمم... ولا أحد يعرف من وراء الحصار... والذين أصابهم التسمم هم طلبة الجامعة الدينية الوحيدة فى مصر... والذين حاصروا الأمن الوطنى هم أعضاء التيارات الإسلامية فى مصر...

وكلنا يعرف أن جميع التيارات الإسلامية فى مصر... وفى الدول المحيطة خرجت من رحم الإخوان... والجماعة ترى أنها صاحبة الحق الوحيدة فى الإسلام وكل من ينتمى إليه... ويتحدث باسمه... أو يعلم وسطيته... وهو ما يفعله الأزهر... والجماعة لا يكفيها أن تسيطر على الأزهر فقط... لكنها تريد أيضاً أن تسيطر  على من يحارب أفكار بعض متشدديه وهو جهاز الأمن الوطنى... وإذا كان الأزهر يمثل قمة الوسطية فى الإسلام... فإن الإخوان كتنظيم سياسى لا يريد أن يتحدث أحد غيره باسم الدين... لا فى مصر... ولا فى المنطقة... والسيطرة على الأزهر تجعل الوصول للهدف المقصود أسهل... فبالدين مارسوا السياسة... وبالدين يخاطبون البسطاء وليس الفقراء... والفارق بينهما كبير... فالبسطاء هنا بسطاء العقول... وليسوا بسطاء الجيوب... وبسطاء العقول أكثر من أن نحصيهم... فقد يصبح أحدهم أستاذاً فى الفلزات... ودكتوراً فى الفلسفة... لكنه لا يملك من عقله شيئاً... ولا ينطق صدقاً إلا لشيخه... ولا يهم الإخوان كثيراً أن يتم هدم منبر الأزهر إذا استعصى على الخضوع... فوسطية الأزهر تجعله فوق الجميع... وتكشف أخطاء تيارات التشدد... وتكشف أصحاب المفاهيم الغريبة... وتفضح شيوخ فتاوى الرصيف... لن يصبح الأزهر بالنسبة للجماعة قيمة إلا إذا خضع... وأصبح إمامه مأمورا من مكتب الإرشاد... والإخوان يعرفون أن الدكتور الطيب شيخ الأزهر الفقيه ليس واحدا منهم... ومكتب الإرشاد موقن بأن الإمام الأكبر هو الزعيم الدينى الوحيد المعترف به... فى مصر... والدول السنية كلها... وأن معظم المسلمين لا يرون فى مرشد الجماعة إلا زعيماً لتنظيم سياسى... وبقاء الأزهر خارج السيطرة مشكلة...

احتفاظ شيخه بمكانة أكبر من مكانة المرشد أمر يعطل مشاريع سياسية كثيرة بدأ بعضها يتحقق... وشيخ الأزهر لا يجوز عزله... والإعلان الدستورى الأعور كان قد صدر فى عجلة لمنع النائب العام (محمود) من فتح ملفات بعينها... فأخطأ طباخوه استهداف الأزهر فيه ... لكن يمكن تشويه المنصب وشاغله فى بداية التحضير لالتهامه... ورغبة الاتهام تحولت إلى رغبة انتقام بعد نجاح الشيخ فيما فشلت فيه الجماعة... فالرجل لم الشمل فى أكثر من محنة... ونجحت دعوته للحوار الوطنى بينما فشلت دعوة الرئيس... والدولة... والجماعة... وكثير من الشخصيات الدينية رغم مكانتها المرموقة... كما أن الأزهر وشيخه نجحا فى إقامة علاقة متوازنة مع الكنيسة المصرية... لا تهين عقيدة أتباعها... ولا تنفى عنهم حقوقهم... وهى أمور فشل فيها الرئيس... وجماعته بامتياز... أما الأمن الوطنى... فهو كاشف المؤامرة على الأزهر... وهو صاحب التقارير الفاضحة... ورغم حرق ملفاته فى الغزوة الأولى... فإن الأيام أثبتت أن الجهاز مازال محتفظا بقدرته على العمل... وكان لا بد من غزوة ثانية.
لن تكون السيطرة على مصر سهلة خصوصا بعد الثورة... ويخطئ من التيارات السياسية والأحزاب... من يدخل مع الجماعة فى اتفاق أو تحالف... لأن الثورة لم تغير الحكمة القائلة... من لا يقرأ التاريخ يكرر أخطاء الماضى.
Email:[email protected]