رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الهروب الكبير فى السينما والواقع

قصة هروب مرسى وقيادات الجماعة من سجن وادى  النطرون تتسع ... وفى كل يوم تتكشف فيها حقائق جديدة ترشحها للتحول إلى فيلم سينمائى كبير يفوق الهروب الكبير. والفيلم لا يختلف كثيرا عن الوقائع التى تتكشف... وكأننا أمام نسخة جديدة مما قدمته هوليوود فى ستينيات القرن الماضى...

والفيلم لمن لا يعرفه يحكى قصة هروب مجموعة من ضباط دول التحالف من معتقلات قوات النازى... وكما قدم الفيلم للسينما العالمية نجوما كبارا... قدم الواقع أيضا نجوما من طراز مختلف ...  فمن قدمهم الفيلم ممثلون .... ومن قدمهم الواقع أيضا ممثلون ... والفارق أن الذين لعبوا الأدوار فى الفيلم السينمائى كانوا يمثلون أثناء التخطيط لعملية الهروب ... وأثناء تنفيذها ... وانتهوا من التمثيل بمجرد إتمام الهروب ... أما المشاركون فى الواقع... فلم يكن أحدهم يمثل... لا أثناء التخطيط للهروب... ولا أثناء الهروب ... وإنما بدأوا فى التمثيل بعد انتهاء عملية الهروب ... والفارق الثانى أن أبطال الهروب الكبير فى السينما اعتمدوا على أنفسهم فى التخطيط والتنفيذ... بينما أبطال الهروب الكبير فى الواقع اعتمدوا على عناصر خارجية... وأظنهم أغرقوا فى هذا الاعتماد حتى خرجوا من البلاد... مع أنهم يملكون من العباد من هم قادرون على القيام بالعملية دون مساعدات خارجية.
وإذا عدنا إلى أرض الواقع فإن ما كشفت عنه مؤخرا الزميلة المصرى اليوم من اتصالات هاتفية سبقت عملية الهروب من وادى النطرون  مذهل ... وخطير... مذهل كعمل صحفى متميز يستحق أصحابه الثناء... والغبطة  ... وخطير لأنه يترجم أشياء يمكن ذكر بعضها ... ويستحيل التطرق إلى معظمها ... فالمؤكد من هذه الرواية ـ حتى لو كان نصيبها من الصدق قليلا ـ أن قيادات الجماعة كانوا يحملون هواتفهم فى السجون ... وأنها لم تكن من هواتف الفقراء التى يتم شحنها بالكروت ... ولا تسقط شبكاتها ... لكنها من الهواتف الدولية ... وهى هواتف تتصل من أى مكان فى العالم ... بأى مكان على وجه الأرض  ... ولا يمكن مراقبتها إلا عن طريق الأقمار الصناعية ... والأقمار الصناعية المنظمة للاتصالات أمريكية الصنع ... وأمريكية التلقي ...

والمؤكد  أن الأمريكان علموا بخطة الهروب ... سواء كان علمهم من الاتصالات الهاتفية ... أو الاتصالات المباشرة ... المهم أنهم عرفوا بالخطة قبل تنفيذها ... ورضوا عنها ... ودعموها ... وربما صوروها أيضا ... الأمر الثالث أن هذه الرواية ... وتلك الاتصالات تؤكد ما يصر الإخوان على إنكاره ... وهو علاقتهم بحماس فى غزة ... ولو حسبنا عدد المرات التى زار فيها قيادات حماس مصر  سرا ... وعلنا لتمكنا من  تفسير كثير من الغموض المحيط بهذه العلاقة ... أو بمعني أصح الغموض الذى يحاولون إضفاءه على تلك العلاقة ... ولن يجدى اليوم أن يحقق النائب العام الذى عينه مرسى فى قصة هروبه من السجن بمعاونة جهات خارجية ... لأن التحقيقات ـ إن تمت ـ  ستسير فى طريق التبرئة ... وإن لم تتم ـ وهو الأقرب ـ سيكون ذلك لعدم كفاية الأدلة.
إننا نكتشف كل يوم جديدا فى أحداث الثورة ... وقصة الهروب الكبير من وادى النطرون تؤكد أن الإخوان ظلوا بعيدين عن أحداث الثورة حتى اشتعالها وهو ما يحاولون إنكاره ... وغدا ... لو فتح أحد قضاة التحقيق ملف هذه القضية لتغير واقع الإخوان ولتكشفت علاقات أخرى أقاموها مع تنظيمات ... ومؤسسات ... وربما حكومات ... جميعها ساعدتهم على حكم مصر ... أما لو فتحه النائب العام ... فلله الأمر من قبل الإخوان ... ومن بعدهم.  
Email:[email protected]