رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتظرنا.. إنا قادمون

 

وسقطت ورقة جديدة من شجرة الأصدقاء.. ونقص المخلصون في حياتنا واحداً.. وربما اختفوا.. أبت الحياة أن يظل دمث الخلق حياً في زمن تحولت فيه الأخلاق الي نكات نسمعها فتبكينا.. لم يختطفه الموت ولكن استضافته الملائكة.. احتفت السماء بروحه.. وسعدت الأرض بجسده.. وحزنا نحن علي فراق الصديق.

عرفت الراحل عادل القاضي في مدرسة الوفد.. في السنوات الأولي لم تكن علاقتنا قد توطدت.. بعدها سافر الي احدي دول الخليج للعمل.. وكانت الاعلامية جميلة اسماعيل لسنوات تقول: أنت تذكرني بعادل القاضي.. كم كانت تسعدني هذه الكلمات.. أن أشبه رجلاً شهد له الجميع.. وأحبه كل من عرفه أو تعامل معه.. وشاء القدر أن يعود »عادل« من الخليج.. وعملنا متلاصقين في مجلة »متر مربع«.. كما عملنا متجاورين في ديسك الوفد.. كنت حريصاً علي الاقتراب منه لعلي أتعرف فيه علي نفسي.. فإذا بي أحبه أكثر مما أحببت نفسي.. فقد كنت أعرف عيوبي.. ولم أجد فيه عيوباً إلا الصدق في مواقف كانت تستدعي شيئاً من المداراة..

في عالم الزملاء تكثر أحياناً الاشتباكات.. بعضها يعلن والأكثر منها خفي.. صراع دائم علي مساحة النشر.. ومحتوي النشر.. إلا مع عادل القاضي.. لم يكن للخلافات المهنية مكان.. ولم يكن للخلافات الشخصية وجود.. كان يسامحك حتي تخجل أن تخطيء في حقه..

ويسامحك حتي عندما تخطئ في حقه.. يقول ما يشاء.. وقتما يشاء.. ولا تجد فيما يقول غرابة.. فكل ما يقوله مقبول.. وكل ما يفعله مقبول محبة في شخصه.

مهنياً.. كان عادل القاضي صحفياً دون جهد.. متميزاً دون اجتهاد.. محترفاً دون ادعاء.. معلماً للشباب دون اعتلاء.. كانت رقة قلبه تنافس رقة قلمه..

وجزالة عباراته تسابق دماثة خلقه.. وحرفيته نابعة من قلبه الناصع البياض.. كان خليطاً بين المهني المتميز.. والانسان المميز.. تفشل في كل الأحوال في أن تضع حدوداً بين »عادل« الزميل.. والصديق.. والانسان.

زالت الحدود بيننا وبينك يا صديقي.. حتي جاء الموت ليضع حداً بين عيوننا ورؤية صورتك.... لكنه أبداً لن يضع حداً بين صورتك وبين قلوبنا.

ولن يخفف عنا ألم الفراق إلا أنك سبقتنا إلي هناك... وستكون في استقبالنا عندما نرحل بابتسامتك الرقيقة فتخفف عنا وحشة الموت، فانتظرنا.. إنا قادمون.

email: [email protected]