رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية صباع

دخل صباع الرئيس مرسى التاريخ ... ليس لأنه صباع كبير فى حجم الموز المستورد ... ولا لأنه صغير فى حجم عقلة الإصبع ... ولا لأنها تشبه أصابع العقيق فى رواية شارلوك هولمز الشهيرة ... لكن صباع الرئيس مرسى دخل التاريخ لأن الرئيس رفعه فى وجه شعبه ...

لكن صباع الرئيس مرسى دخل التاريخ من باب التهديد والوعيد الذى أطلقه  فى خطابه الأخير فى ذكرى الثورة  ... وفيه أعلن الطوارئ ... وفرض حظر التجول ... وتوعد بالمزيد ... كل ذلك فى ذكرى الثورة التى أتت به إلى مقعد السلطة  ... وأسكنته قصر الرئاسة...
وصباع الرئيس ليس الصباع الوحيد فى التاريخ ...  فقبله دخل صباع الرئيس السابق ... والمحبوس حاليا ...  وكان مبارك يستخدم أصبعه كلما تحدث عن المعارضة ... وعندما هدد الشعب وتوعده منذ عامين بالتمام والكمال  ... ساعتها تحدث عن واجبه فى حماية الدولة ... وحتى عندما تحدث عن أرض المحيا والممات ... وهو نفسه الصباع الذى استخدمه مبارك داخل التخشيبة ليعلن للقاضى أنه موجود فى جلسة المحاكمة.
وقبلها أيضا دخل صباع اللواء محسن الفنجرى - الذى ترك الخدمة- التاريخ لأنه رفعه فى وجه الشعب... وكان الفنجرى يلقى بيانا للقوات المسلحة فى يوليو 2011 يحذر فيه المتظاهرين .... ورغم أن الفنجرى كان من الشخصيات القريبة من الثوار لأنه أدي التحية العسكرية لشهداء الثورة ... إلا أن رفع أصبعه فى وجه الشعب نسف مكانته فى القلوب ... وقلب عليه ... وعلى المجلس العسكرى كل الناشطين ... واالسياسيين ... والثوار.
والأصابع الثلاثة دخلت التاريخ من نفس الباب ... وأصحابها استخدموها فى تهديد الشعب ... وأثناء غضبة شعبية عارمة ... راح فيها ضحايا ... واستخدمت السلطة فيها العنف ... والقسوة ... وكل من استخدم

صباعه مع الشعب المصرى ... استخدم له الشعب أصبعا أخرى ... لكن ليست صباع التهديد ... ولا الوعيد.
والرئيس مرسى استخدم صباعه للشعب عندما تحدث عن فرض الإجراءات الاستثنائية على مدن القناة ... وعلى أبناء المدن التى ضحت فى كل الحروب المصرية ... والتى دفع أهلها دماء غالية فى الدفاع عن هذا الوطن ... وصنعوا قصصا للكفاح ... وعانوا سنوات التهجير ... وتهدمت بيوتهم ... وعاشوا لسنوات غرباء داخل وطنهم.
والتعامل مع مدن القناة كان يستلزم منطقا آخر غير منطق الصوابع ... وألفاظا غير ألفاظ التهديد ... وكلمات لا تستخدم فى الوعيد ... والتعامل مع المصريين فى حالتهم الثورية يستلزم حكمة يفتقدها أصحاب الأصابع المرفوعة ... والممدودة ... فكل مصرى يعرف أن رفع الأصبع فى الوجه إهانة ... وكل مصرى يوقن أن التهديد لا يجدى مع الشعب ... وعلى طريقة «ما تقدرش» يتعامل المصريون مع أى تهديد ... لا يحسبون قدرتهم ... وقدرة الآخرين ... لكنهم فقط يرفضون التهديد.
لقد استخدم مرسى أصبعه فى وجه الشعب ... وفى مصر نعتبر الأصبع سلاحا فتاكا ... لا نستخدمه فى التهديد فقط ... لكن فى الرد عليه أحيانا.
[email protected]