رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفساد ... والفاسدون

إيه حكاية السكة الحديد... غيرت نشاطها من نقل الركاب إلى قتل الركاب... القتل فيها أًصبح عادة... أو هو نشاطها الأساسى... رحلات فى اتجاه واحد نحو الآخرة... تذاكر سفر بلا عودة... قطارات تستحق أن نكتب عليها تحت الطلب.. والسكة الحديد تعمل بمبدأ كارثة لكل وزير ..

. فلا وزير للنقل إلا وأطاحت به حادثة... أو كارثة من كوارث السكة الحديد... ومنذ أكثر من 10 سنوات ونحن نستقبل حادثا لقطار سنويا... بدءاً من حادثة قطار الجزرة عام 2002 ... حتى كارثة القطار الحربى... إلا أن العام الأخير كان صاحب النصيب الأكبر من حيث عدد الضحايا... والأسوأ من حيث بشاعة الكارثة... فلم تكد تمضى أيام على كارثة أطفال أسيوط.. ولم  يكد وزير النقل الجديد يستريح من مراسم حلف اليمين حتى جاءته كارثة البدرشين الثانية... ولم تمهل السكة الحديد وزيرها الجديد أكثر من 10 أيام  لتلقى فى وجهه بكارثة بشعة لواحد من القطارات المتهالكة... وفى هذه الكارثة راح الشباب فى شربة ميه.. لحقوا بأطفال لم تبرد دماؤهم على القضبان حتى اليوم ...  20 شاباً انتزعوهم من الأرض الى المعسكر... إلى القطار.... إلى الرفيق الأعلى... الداخلية تتهرب لأنهم فى الخدمة العسكرية... والجيش يتنكر لأنهم فى الأمن المركزى... والمواطن ضاع بين إهمال السكة الحديد... وانشغال الحكومة.
وكوارث السكة الحديد كلها نتيجة إهمال وفساد ... هكذا يقولون دائما... لكن ليس هناك مسئول واحد أحيل للتحقيق بسبب الإهمال... ولا رئيس هيئة سألوه فى تحقيقات النيابة... ولا حتى فى تحقيقات الصحافة ... ولم نعرف وزيرا استدعته جهات التحقيق بعد الحوادث لتسأله... أو حتى تناقشه.. لكن دائما كان الفاسد

فى مكتبه.. وعامل المزلقان فى السجن... الوزير فى سيارته.. ووسط حراسته.... وسائق القطار فى التخشيبة... المسئول الأول يقف أمام الكاميرات... وصغار الموظفين أمام وكلاء النيابة... الوزراء يتحدثون عن الخطط... ولا ينفذون منها إلا ما يكفل لهم البقاء فوق المقعد... ووسط الحراسة... وفى المرسيدس... بعيدا عن القطارات المتهالكة..  وعامل المزلقان.. أو سائق القطار يحمل مسئولية الكوارث..
السكة الحديد تحولت إلى أم الكوارث... وقطاراتها أصبحت تنتقى ضحاياها ... ومواعيد التخلص منهم... والسفر بالقطارات أصبح رحلة غير مأمونة... والحكومة لا تهتم إلا بعقد الصفقات... والكلام عن تدبير الأموال اللازمة للتطوير... لكن لا تطوير يتم... ولا حوادث تتوقف... ولا دماء الضحايا تجف... ولا القضبان ترتوى أو تشبع من دماء المصريين... والحديث عن الفساد يملأ الدنيا دون كشف الفاسدين ... والصدأ الذى يعلو عربات السكة الحديد أقل من صدأ القلوب الفاسدة... والعقول المظلمة... والقلوب الجامدة... فكل هؤلاء لا تحركهم دماء تروى القضبان ... لكن تحركهم مصالحهم
لقد انضمت السكة الحديد إلى وسائل قتل المصريين... عمداً... وقصداً... وترصداً... فهل يكفى 20 شابا... و50 طفلاً لمحاكمة الفاسدين؟
Email:[email protected]