رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيناء المظلومة 1

ستظل سيناء مرتعا لكل أشكال الإرهاب.. وسيظل أهلها يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.. وكنت طوال سنوات حياتى العملية الأولى أحلم.. بالعيش فى سيناء التى استقبلت كلمات الله ... وتجليات المولى على جبل الطور ...

الذى أقسم به الله فى قرآنه.. إلا أن آخر زياراتى لجنوب سيناء خلال العيد والتى لم تستغرق أكثر من 48 ساعة.. جعلتنى أحمد الله أن حلمى مازال بين جفونى إذا أغمضتها وليس واقعا.. فالعذاب الذى يعانيه الداخل الى سيناء صعب.. والعذاب الذى يعانيه الخارج منها أليم.. فالرحلة من القاهرة الى جنوب سيناء يجب ألا تستغرق أكثر من 4 ساعات.. ومثلها للعودة.. إلا أن المصريين يقطعونها فى مسافات زمنية أطول.. فطوال الرحلة تتوقف أمام الأكمنة الأمنية.. بدءا من كمين النفق.. وحتى كمين شرم الشيخ.. تنتظر دورا بين طوابير السيارات الكثيرة المتوقفة.. يصعد شاب متجهم.. لا هو بالضابط ولا الجندى.. وبمعاملة تشبه معاملة الأسرى.. يطلب منك فى لغة آمرة أن ترفع بطاقتك الشخصية لأعلى.. وبوجه عابس يدور بين الركاب إن هو فعل.. إذا اضطرته الشكوك للتعامل معك تجده جافا.. قاسيا.. لا يفرق بين شكوكه وحقيقتك إلا قليلا.. عيناه تؤكدان أنه مرهق.. لا تجتهد كثيرا حتى تتأكد من معاملته أنه يحسدك لأنك فزت بيومين من الراحة أو الاستجمام.. الحياة عنده جبل.. ورمل.. وأوامر قاسية.. ووجه عابس.
أما رحلة العودة فالعذاب فيها أكبر.. يصل أحيانا الى حد العقاب.. تنتظر

طويلا حتى تمر.. وتضطر الى العودة الى زمن الجندية.. فتسحب أمتعتك من داخل السيارة بأمر.. فيما يشبه حركة فرش المتاع.. وتقف فى طابور طويل فى انتظار السيد الكلب ... والكلب لا يخرج إلا لعدد كاف.. والعدد سر من أسرار حارسه ... وليس من حقك أن تسأل أو تستفسر عن شىء.. فكل شىء عند البيه الضابط.. والبيه الضابط قاعد هناك.. وممنوع الذهاب اليه إلا بأمر منه.. وودنك منين ياجحا.
التعامل مع سيناء على أنها قضية أمنية فقط يزيد الاحتقان بين سكانها والدولة.. والمعاناة التى يتكبدها أى مصرى يزور سيناء.. تضاعف المعاناة من الرحلة التى تستغرق وقتا طويلا.. ويزيد التباعد النفسى بين المصريين فى غرب القناة ... والمصريين فى شرقها.. ويؤدى الى التخلى عن التواجد فى سيناء برغبتنا.. أو هربا من العذاب.. فإن كان هذا هو الهدف.. فقد تحقق.. وإن كانت هناك أهداف أخرى.. فالطريقة المتبعة أثبتت  فشلها الذريع... واحذروا.. فإن القادم أسوأ
Email:[email protected]