عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حق العودة

الرئيس «مرسي» راجل سريع.. والإخوان ماعندهمش وقت... والتهام مصر... والوطن العربي أصبح من الفروض... والأمريكان يساعدون التيارات الاسلامية السياسية في المنطقة كلها... وعادة الأمريكان أن يساعدوا من يخدم مصالحهم...

وعادة الأمريكان أيضاً أن يتخلصوا سريعاً ممن خدمهم.. وحقق مصالحهم... حدث هذا مع صدام  حسين... وحدث مع بن لادن.. فاستخدموا صدام في تأديب ايران علي احتلال السفارة الأمريكية في طهران... واستخدموا بن لادن في دق أول مسمار في نعش الاتحاد السوفيتي وطرد قواته من أفغانستان... ثم تخلصوا من الاثنين بعد أن أصبح كل منهما يمثل خطراً... ومن لا يعي هذه الدروس... عليه أن يهجر العمل في السياسة... ويتفرغ لمشاهدة التليفزيون.
والقرار الذي أصدره الرئيس الدكتور محمد مرسي بعودة مجلس الشعب قرار أمريكاني... وتفوح منه رائحة الأمريكان.. فالرئيس استقبل مساعد وزير الخارجية الأمريكية  ـ تصوروا ـ قبل القرار بساعات... وأوباما اتصل به تليفونياً... وهيلاري أعلنت دعمها له وللتحول الديمقراطي في مصر... والمنطقة... والقرار أيضاً إخواني أو تفوح منه رائحة الاخوان... فالدكتور «الكتاتني» أعلن الأسبوع الماضي أنه سيدخل مكتبه خلال أسبوع.. ومكتب إرشاد الجماعة كان مجتمعاً حتي الساعات الأولي  من صباح الأحد... وليس معقولاً أن يستغرق مكتب الإرشاد ليلة كاملة في دراسة دعم مرسي... وبرنامجه.. لكن المعقول أن يستغرق هذا الوقت وأكثر في دراسة الخطوة التالية بعد القرار... وسبل تنفيذه... وطريقة دعمه... والمكسب المنتظر... وكيفية الحفاظ عليه... وأظن أن الإخوان  سيخرجون من مليونيات لتأييد الرئيس.. وقراره هذا هو المنطق... وهذا هو ما يقبله العقل... لأن الإخوان تسلموا استقالة «مرسي» لكنهم لم يعلنوا قبولها... والاستقالة الورقية لا تلغي الانتماء.
المهم القرار صدر.. وصادر حكم الدستورية العليا... وصنع صداماً مكتوما مع المجلس العسكري... ومصادرة  حكم

القضاء  مفسدة... ودرء المفاسد مقدم علي جلب المنافع... إلا إذا كانت المنافع للإخوان... والصدام مع المجلس العسكري قادم.. وبسرعة وسيقدم عليه «مرسي» دون خوف... فليس لديه مايخسره... بعكس المجلس العسكري وأعضائه.. فلديهم من الخسائر المؤكدة ما يدفعهم لتفادي المعركة...  وقرار عودة مجلس الشعب لن يكون منفرداً فلابد أن يتبعه قرار أكثر خطورة بالغاء الاعلان الدستوري المكمل... وسحب الاختصاصات التشريعية من المجلس العسكري.. وسيكون هذا أول خسائر العسكري... لكن لن يكون آخرها... فغداً تتشكل حكومة جديدة...تضم وزيراً للدفاع.. قد يكون طنطاوي... وقد يكون غيره ... وبإلغاء الإعلان الدستوري... سيفقد العسكري ميزات إدارة شئون القوات المسلحة.
القرار الجمهوري بعودة مجلس الشعب اعلان للحرب علي المجلس العسكري... وعلي القضاء... وعلي دولة القانون  وهو قرار منشيء للصدام.. ويستدعي الصراع من تحت سطح الأرض... إلي ما فوقها ـ ولا أظن الرئيس يستدعي هذا الصراع قبل سفره لأول مرة خارج البلاد دون اتفاق مع أحدهم علي حماية الكرسي... وضمان حق العودة... إما الأمريكان.. أو الاخوان... أو المجلس العسكري نفس... فالرئيس ضمن حق العودة للبرلمان... فمن يضمن له حق العودة من السعودية؟!
email: [email protected]