رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس القادم

كلنا ينتظر الرئيس القادم.. الذين قرروا لمن سيكون صوتهم.. والذين لم يقرروا. الذين يشاركون في الاختيار.. والمقاطعون.. الكل ينتظر.. يترقب.. ويضع يده علي قلبه.. وأياً كان الرئيس القادم.. فلن يستطيع أن يتحول إلي ديكتاتور.. ولا مستبد.. ولا حاكم بأمره.. ولا حتي صاحب حكمة.. لأن انتخابه تم بديمقراطية.. ونزاهة.

والديمقراطية التي ثرنا من أجلها.. غير الديمقراطية التي نمارسها الآن.. فنحن لا نقبل الآخر.. والانتخابات لابد أن تأتي بمن نريد.. وبما نريد وصندوق الانتخاب - في الديمقراطية التي نمارسها - لابد أن يعبر عن رأينا فقط.. أو رأي فريق واحد.. فإن لم تأت النتائج بما نريد.. كانت الانتخابات مزورة.. والأصوات مصطنعة.. واللجنة تتلاعتب.. والعسكري يتدخل.. وإرادة الشعب ثم تزويرها.. والالتفاف عليها.. وخرجنا في مليونيات ويبدو أننا لا نتعلم الدرس.. فالمليونيات تتحول إلي اعتصامات.. بعضها مفتوح.. والبعض الآخر مقفول.. والاعتصامات تصبح احتجاجات.. ثم صدامات.. وتسيل دماء جديدة.. ونفقد أرواحاً جديدة.. وندخل في أزمة جديدة وكلها ممارسات ضد الديمقراطية.. والديمقراطيات الحقة لا تعرف فرضاً للرأي بالقوة.. ولو كان رأي الأغلبية.. أو الأكثرية.. المتكلمة منها والصامتة.. ومليونيات فرض الرأي.. غير مليونيات المطالبة بالحقوق.. والمليونيات المحتجة علي فوز مرشح أو احتمالات فوزه لا تطلب للشعب حقاً.. لكنها تبحث عن مصالح خاصة.. وعلينا أن نعرف أن صوتاً واحداً في الصندوق.. أهم من مليون مواطن في الميدان مادامت الانتخابات قد بدأت.. ومادامت الصناديق أمامنا.. والفرز في حضورنا.. ولا يتدخل أحد في الاختيار.. وبدلا من الخروج في تظاهرات تزيد من تعقيد الموقف.. نستعد ليوم التصويت.. وندرس وسائل التزوير لنبطلها.. ونحشد المؤيدين.. ونسعي لجذب الأنصار.. وليس للفت الأنظار..

فالوقت مازال ملكنا.. ومن لا يمتلك أدواته.. عليه أن يغادر الموقف السياسي لا أن يزيده غموضاً وتعقيداً.
والرئيس القادم ديمقراطي - غصباً عنه -.. لأن الشعب لن يرضي بغير ذلك.. فلو كان الفائز «شفيق» فلن يغمض للإخوان والسلفيين عنه جفن.. ولن يقبل الثوار منه أي انحراف بالسلطة.. أو تجاوز في حق الثورة.. أو خطوات يعود بها للخلف.. أو محاولات انتاج نظام تم إسقاطه.. وإن كان الفائز «مرسي».. فسيكون أمام الإخوان.. والتيار الإسلامي فرصة لإصلاح ما أفسدوه في البرلمان.. وسيكون عليهم أن يستردوا الأمل الذي فقده الشعب فيهم بممارسات جادة نحو دولة مدنية.. فالشعب لن يقبل منهم إلا المدنية.. وسيخسر التيار الإسلامي حلفاءه من شباب الثورة.. بعد أن خسر تعاطف الناس.
لا يهم من سيفوز.. الأهم أن نختار نحن من يحكمنا.. وأن نخرج إلي لجان الاقتراع ولا نتكاسل.. وأن نسهم في حل مشاكلنا.. علينا أن نثبت للعالم أجمع أننا قمنا بثورة لنتغير نحن قبل أن يتغير النظام.. فبدون أن نتغير.. ونؤمن بقيمتنا.. وحقنا.. لن يسقط إلا مزيد من حقوقنا.. ونتفرغ للمليونيات.
[email protected]