عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهمة مين في مصر؟

جولة واحدة في أي شارع رئيسي في مصر تصيبك بالإحباط... ومصر ليست القاهرة وحدها... لكن كل المدن الكبري... الفوضي هي العنوان الرئيسي... يمكنك بكل ثقة وارتياح أن تؤكد أن هيبة الدولة ضاعت... وأن القانون في مصر غائب... ومغيب عن عمد... الباعة يحتلون كل الشوارع ...

المقاهي تسد كل الطرقات... البلطجية وصلوا للميادين الكبري والاساسية وسيطروا عليها... بعضهم فرض سطوته علي مناطق لا يقربها غيره إلا إذا دفع... رجال الأمن متواجدون حقاً... لكنهم متفرجون فقط... الأحياء مفتوحة لكنها لا تؤدي عملاً... المرور تعقد ويزداد تعقيداً... البناء المخالف تجاوز كل الحدود... الاستيلاء علي أراضي الدولة... والاوقاف عيني عينك... مخالفات البناء تحدث كل يوم... وفي كل مكان... وبجميع الارتفاعات...
والقضية تتجاوز الانفلات الأمني إلي الانفلات العام... كل الموبقات التي كنا نمارسها ... أو يمارسها البعض منا في خفاء... أصبحت من عوام التصرفات ... وكل الشعارات التي رفعناها عقب سقوط مبارك غابت... وانتهت... وكأنها سقطت معه... وأذكر أن حملة تنظيف الشوارع التي قادها الشباب خلال النصف الثاني من فبراير 2011 كانت حضارية ... انسانية... متقدمة... وثورية أيضاً... ولا تفسير عندي لهذا التحول الغريب بين تصرفات الثورة... وما بعدها ... فزمن الثورة يختلف عن زمن اليوم... وأصبح عمر الثورة القليل... هو عمر الثورة الصغير... رفضنا التحضر بكل الطرق ... بأكوام القمامة... والعشوائية في الشوارع... وأماكن العمل... والاستسلام للفوضي التي بشر بها مبارك قبل الاستسلام لارادة الشعب...
الحقيقة اننا نحتاج إلي تغيير كامل... تغيير في سياسة الحكم... ونمط الحياة... تغيير في الشخصية المصرية قبل أن تعتاد الفوضي والعشوائية ... الحقيقة أيضاً أن المهمة ثقيلة ... وصعبة... لكنها ليست مستحيلة... والاحتياج للقدرة علي الحسم اليوم أكبر من الاحتياج للقدرة علي الضرب ... وتكاتف الجهود أكثر فاعلية في القضاء علي العشوائية والفوضي ... من التنافس علي لا شىء... وبسبب لا شيء... ولتحقيق لا شيء...
والحقيقة أيضاً أنني لا أعرف من المسئول في مصر عن

شيوع الفوضي... وغلبة العشوائية؟!... ولا أصدق دعوي «الطرف الثالث» ... ولا أعرف أيضاً من في مصر الذي يصلح لمهمة تجاوز هذا الزحام من الازمات... والمشاكل والعثرات... والقضايا المتعلقة بالحضارة والتقدم؟... فمجلس الشعب... بأغلبيته وأقليته... لم ينشغل بهذه القضايا... وتفرغ للصراع... ومعارك تخليص الحساب... واشتباكات توطيد السلطة... وترسيخ السلطان... والمجلس العسكري يعيش حرج الرفض العلني من البعض... والرضا الصامت للغالبية... والحفاظ علي مصر بعيداً عن غرفة الانعاش. وحكومة الجنزوري مخطوفة بين تدبير أرزاق المصريين «يوم بيوم»... والصراع المكتوم والمتفجر مع القوي السياسية المهيمنة علي البرلمان بغرفتيه ودورة المياه...
لا يبقي إلا الرئيس القادم... ورغم أن برامج المرشحين... كل المرشحين... خلت من قضايا التحضر... والتمدين... والارتقاء بالشخصية المصرية... إلا في عبارات رنانة... خطابية... دون آليات تنفيذ... وخطوات تفعيل... تبقي المهمة معلقة في رقاب الرؤساء المحتملين جميعاً إلي أن يفوز احدهم... وبدلاً من أن تساهم حملاتهم الدعائية... وصراعاتهم ... وملصقاتهم في زيادة الفوضي... والعشوائية ندعوهم جميعا ... أو بعضهم... أو أحدهم ليتبني حملة في اليومين المتبقيين للارتفاع بالسلوك العام في الشارع... والعمل... وأن يدعون كلهم... أو بعضهم... أو أحدهم... ناخبين للحفاظ علي الشارع المصري... والشخصية المصرية... ولغة التعاون... وحقوق الغير...
المهمة صعبة وتحتاج رجلاً ذو إمكانات خاصة.... تفوق كثيراً برامج كل المرشحين للرئاسة.
Email:[email protected]