رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مطالب الكفار

قبل حلول التاسع من شهر مارس 2011 كان الإسلاميون «سمن على عسل» مع المجلس العسكرى... وقبل الاستفتاء على المواد الدستورية التسع اتخذ الإسلاميون التكفير سلاحاً لكل من كان يفكر فى قول لا فى الاستفتاء...و كان ضمن مواد الاستفتاء المادة 28 التى يعترض عليها اليوم المتظاهرون فى العباسية..بالأمس كانت المادة 28 ضمن مواد تحقيق الاستقرار... واليوم أصبحت نفس المادة من عوامل التزوير...

بالأمس كان المطالبون بالتعديل  الدستورى من الكافرين... واليوم بعد أن مستهم الضراء انقلبوا كافرين... وأصبح الاعتصام جهادا بعد أن كان كفرا .. والمتظاهرون ثوارا بعد أن كانوا  كفارا... والمقيمون فى خيام الخليفة المأمون أكثر فهما للوطنية والإسلام من المشاركين فى جيوش الخليفة أبو بكر... والزحف نحو مبنى وزارة الدفاع أولى من الزحف لتحرير القدس... وحرق مصر من أجل مرشح رئاسى مستبعد أهم من حرق الوقت حتى تسليم السلطة خلال شهر تقريبا... ونظرة واحدة للوراء نكتشف أننا أسقطنا مبارك دون أن نزحف خارج ميدان التحرير... والزاحفون غادروا التحرير بعد أن تجاهلهم العسكرى وانصرف عنهم الإعلام  أو هكذا قال أحدهم ... فلا العسكرى هدفهم... ولا صالح مصر يبغون ... فإن جاءهم الإعلام فى الصحراء  ارتضوه... ولو دعاهم العسكر لنسوا الجهاد... وتركوا الكفر... وعادوا إلى إيمانهم.
لقد عشنا فى مصر خداعا كبيرا... تارة فعلها الحزب الوطنى  باسم المصلحة العليا... وأخرى باسم الدين وفعلها التيار الدينى... ولم نخرج فى يناير للتخلص من وثنية المصالح العليا للبلاد... لنركع أمام المصلحة الشخصية لمرشح مستبعد ولو كان أصلح المرشحين... والمتظاهرون المطالبون بإنهاء حكم

العسكر... عليهم الانتظار أسابيع قليلة وسينتهى حكمهم دون إراقة قطرة دم واحدة... سواء أراقها البلطجية... أو الطرف الثالث... فكل الدماء التى روت الأسفلت فى أحداث ما بعد سقوط مبارك لم تنبت شجرة واحدة فى حديقة الديمقراطية التى نبحث عنها... والحكومات التى أسقطناها لم نحاسب وزراءها عن قتلى ولا شهداء الأحداث... والحكومات التى شكلناها لم توفر أمنا ولا مطالب ... وربما يستطيع الرئيس القادم ما لم تستطعه الحكومات الأوائل.   
لقد بدأ الإسلاميون يطالبون بمطالب الكفار... وزحف أولاد أبو اسماعيل على وزارة الدفاع اعتراضا على المادة 28 من الإعلان الدستورى ليس الوحيد من مطالب الكفار... فمعركة إقالة الحكومة أو سحب الثقة منها  التى انتهت باستسلام الكتاتنى لم تكد تنتهى رغم ما اتخذه نواب الحرية والعدالة من تعليق لجلسات البرلمان... والمطالب فى الاثنتين تستوجب تعديل الإعلان الدستورى ... وتعديل الإعلان الدستورى ضد الاستقرار لكنه يحقق مصالح الإخوان... وأولاد أبو اسماعيل... فليسقط الاستقرار وتحيا مطالب الإخوان... وأولاد أبو اسماعيل... حتى لو اتفقت مع مطالب الكفار.
Email:[email protected]