رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتفقوا يرحمكم الله

المجلس العسكرى ألقى بالكرة فى أيدى الأحزاب والقوى السياسية.. دفعهم لمناقشة أنفسهم حول معايير تشكيل التأسيسية.. وأغلب الظن أن المجلس يعلم أنهم لم ولن يتفقوا.. وأغلب الظن أن الأحزاب والقوى السياسية تعرف أن العسكرى يعرف..  وأغلب الظن أيضا أن أعضاء المجلس العسكرى اليوم اتخذوا مقاعد المتفرجين على مسرحية اتفاق الأحزاب والقوى السياسية, وكأننا أما مسرحية (فى انتظار جودو).. فلا الأحزاب ستتفق..

ولا جودو سيأتى.. وستبقى تركته حلم كل أهل القرية.. تماما كما ستظل مصر وحكمها حلم الجميع دون أن يحققه أحدهم.. وستكون الفرصة الأوسع للبعيدين عن الصراع.. والخلاف.. والاختلاف. وستظل الأحزاب والقوى السياسية مشغولة بهدم منافسيها أكثر من الانشغال ببناء قواها.. وسيظل الإخوان والسلفيون مشغولين بإثبات ما نعرفه عن قدرتهم على الحشد.. أكثر من انشغالهم بتحويل هذه القدرة الى داعم لبرامجهم.. وستظل المليونيات والمظاهرات أهم لديهم من اكتساب ثقة الأحزاب الأخرى فى نواياهم. ومن هنا جاءت مليونية الأمس من خارج فصيل مليونيات يناير وفبراير.. ففى مليونيات يناير وفبراير وقفنا مسلمين وأقباطاً.. ليبراليين وعلمانيين ومتشددين إسلاميين.. كانت مصلحة مصر كل مصر هى الهدف والغاية.. أما مليونية الأمس فارقة.. ومفرقة.. أى أنها تزرع الفرقة بين المصريين.. مليونية على تقسيم جسد مصر.. أو الاستحواذ عليه.. مليونية أراد بها الإخوان والسلفيون التهام  جسد الدولة فيها.. وليس مجرد التكويش على مجموع السلطات.. هى مليونية تقسم المصريين لفريقين.. فريق يتحدث ويناقش.. وآخر يضغط ويتظاهر.. يتظاهر أنه يناقش.. ويتظاهر فى الميدان.. اعلم أن ليس كل الموجودين فى الميدان من الإخوان.. ولا من أولاد أبو إسماعيل.. لكن الحديث عن مليونية الأمس  حديث عن المحشودين وليس عن الذين ذهبوا طواعية.. عن الذين ذهبوا الى الميدان لمساندة

الثورة وليس لمساندة أبو إسماعيل.. ولا الشاطر.. ولا كرها فى شخص بعينه. وحكاية الخروج من أجل تسليم السلطة بدعة  نصدقها.. فالسلطة على وشك التسلم.. وتظاهرات الإخوان والسلفيين تجهض خطوات التسلم.. والانتخابات على الأبواب.. وأقل قدر من الحصافة السياسية يفرض ألا نعطى فرصة للمجلس العسكرى لتأجيل الانتخابات الرئاسية.. إن صح ما يقوله البعض عن نواياهم.. وأقل قدر من الحكمة أن نلتفت نحو الاتفاق على معايير تشكيل تأسيسية الدستور.. فالفشل المتكرر للأحزاب والقوى السياسية فى هذا الاتفاق دليل على أن الاختلافات حول مصالح ضيقة.. فاتفقوا يا أهل الأحزاب يرحمكم الله والمجلس العسكرى.. وهذا الفشل فى الاتفاق يفتح الباب لتدخل العسكرى الذى ترفضونه.. وأقل قدر من الخبرة السياسية يدفعنا دفعا نحو الترويج لمرشحينا بدلا من الحرص على إبعاد الآخرين.. ليس فى هذا دفاع عن ترشح الفلول.. ولكنه ثقة فى اختيارات الشعب.. فمهما وعد فلول النظام السابق فلن يعطيهم الشعب صوتا واحدا.. لأن أيام الوعود ولت الى غير رجعة.. واليوم يوم عمل.. ومن أراد الرئاسة انصرف الى بناء برنامجه وليس الى  هدم برامج الآخرين. فمصر شبعت وعودا.. وصراعا.. واختلافا.
Email:[email protected]