رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الموظف العبقرى

أخيراً راح الصداع... نجح موظف مصرى عبقرى فى إنهاء تصدير الغاز  لإسرائيل... نجح الموظف فيما فشل فيه القضاء رغم نزاهته... والمتظاهرون رغم ثوريتهم ... والحكام رغم بصيرتهم ...

نجح الموظف البيروقراطى أياً كانت درجته الوظيفية فى تحقيق مطلب شعبى غاب عن القوى السياسية... والأحزاب... والتيارات المسيطرة على البرلمان... ببند فى عقد بيع الغاز لشركة شرق المتوسط وجد هذا الموظف العبقرى خرم الإبرة الذى ينفذ منه.. تأخرت الشركة فى سداد مستحقات مصر 4  شهور فأصبح العقد مفسوخاً... مجرد تعامل مع علاقة تجارية وليس اتفاقية بين دولتين... فنحن لم نوقف تصدير الغاز لإسرائيل... ولم نلغ الاتفاقية التى وقَّعها سامح أفندى فهمى باسم مصر وبتعليمات الرئيس المخلوع..
وحتى كتابة هذا المقال لم تكن أمريكا قد علقت على القرار المصرى... لكن إسرائيل علقت رسمياً... وحزبياً... كل التعليقات تؤكد اننا أمام ضغوط هائلة قادمة.. ضغوط ستمارسها أمريكا بطلب من إسرائيل... وضغوط ستمارسها دول أوربية... وقد تقدم إسرائيل نفسها على عمل أحمق مستغلة هجوم البعض على المجلس العسكرى المصرى... وقد تدبر هجوماً عليها من داخل الأراضى المصرية لتتذرع به أمام العالم... وشاؤول موفاز رئيس الأركان الإسرائيلى السابق قال: إن مصر اخترقت كامب ديفيد.. وإن لإسرائيل حق الرد بالطريقة المناسبة... والحقيقة أن مصر لم تمس بقرارها كامب ديفيد ولا ملاحقها.. فأيام توقيع كامب ديفيد لم يكن لدى مصر جاز ولا غيره وكنا نعيش على الأنبوبة لكن من غير كوبونات... لكن يبقى أن نستعد لاستقبال الضغوط القادمة.
فالقرار المصرى يوفر فرصة استثنائية لجميع القوى السياسية... وعلى البرلمان بغرفتيه أن يعقد جلسة يتخذ فيها قراراً بدعم الموقف المصرى... والرد على السفالة الإسرائيلية... وعلى القوى المسيطرة عليه  ـ إخوان وسلفيين ـ أن تثبت نجاحاً فى أول مهمة قومية... وعلى أولاد الشيخ حازم والمعتصمين دعماً له أن يحولوا اعتصامهم من أجل مصر إلا إذا الشيخ كان حازم أهم... وعلى الأحزاب والقوى السياسية أن تتخذ من القرار فرصة للتوحد خلف موقف مصرى وطنى ضد العدو الأوحد والأبدى لكل المصريين... علينا جميعا أن ننسى خلافنا السياسى مع المجلس العسكرى... ومع المشير ... والفريق ... والراجل أبو صباع ...  علينا جميعاً أن نكون على قدر المسئولية وأن ننسى خلافاتنا حول الدستور ... وتأسيسيته.. وتشكيلها وأن نتعامل مع الموقف الجديد.
أما الموقف الرسمى فقد عبرت عنه القوات المسلحة بمناورة بدر 2 ... وعبَّر عنها المشير طنطاوى فى كلمته بعد المناورة ...
المهم ألا تنتهى القضية بالمصالحة... أو بقرار غامض مثل قضية تمويل مؤسسات المجتمع المدنى.      
Email:[email protected]