رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رجل رشيد

لدينا متخصصون فى إشعال الحرائق وخلق الأزمات... البعض يعمل بسوء الظن على قتل منافسيه... والبعض الآخر يتخذ من الشكوك والشائعات فرصة للانقضاض على الغرماء... كلنا يتحدث عن الديموقراطية ويحمدها إذا كانت نتائجها لصالحه... ويلعنها إذا خيبت آماله...

أو حرمته من طموحاته... كنا بالأمس نعيب على مبارك ونظامه سياسة العند وأبى بعضنا إلا أن يرثها... وكنا ننتقد الاستئثار بالمواقع والسلطات، فإذا بفصيل منا أكثر رغبة فى التكويش والاستحواذ ... ويطلق التهديدات إما التكويش أو التحرير... إصرار على الانفراد بصياغة الدستور حتى لو خاصموا كل التيارات... ثم إصرار على إقالة الحكومة بنص فى اللائحة وهى لا تعلو على الإعلان الدستورى... وأخيراً الإصرار على الدخول فى الانتخابات الرئاسية بمنطق الحرب لا التنافس. 
والطعون التى قدمها بعض المتنافسين على مقعد الرئاسة إحدى الحرائق التى نشعلها ولا نريد لها أن تنطفئ... وقانون العزل السياسى الذى أصدره مجلس الشعب نار جديدة أشعلها الإخوان لحرق المنافسين... وقد تحرقهم هم أنفسهم لو صدر حكم بعدم دستوريته... وقضية جنسية السيدة نوال (أم حازم) نار أخرى أوقدها ليتقى شر الاستبعاد من المنافسة وما أنفقه حازم على أزمة والدته من مال يستحق المساءلة حتى لو كان تبرعاً من محبيه ومريديه... ومنطق الديموقراطية أن يختار الشعب من يريده وما يريده ... والإخوان والسلفيون ليسوا كل الشعب مع الاعتراف بأنهم قوة

لا يمكن الاستهانة بها ... ولأنهم قوة كان لزاماً عليهم أن يتركوا للشعب ما له من حق فى الاختيار... وأن يسعوا إلى تنظيم صفوفهم التى فرقتها الوعود المنقوضة... والحرب الدائرة الآن حرب مصالح ليس للشعب فيها ناقة ولا جمل... وكل القوى المتنافسة تدعى أنها تملك الشارع... وأنها تتحدث باسم الشعب... والشعب نفسه يعانى من المشكلات ما لا يمكنه من النظر اليهم جميعاً... فسكان العشوائيات لديهم همومهم الخاصة... والموظفون فى أرض مصر يبحثون عن جنيهات إضافية تعينهم على مواجهة الغلاء المتزايد... والحكومة مشغولة بتدبير الغاز والسولار أو حتى بإشعال نار أزمات الوقود... وتهاجمنا الحمى القلاعية... ويخسر الفلاحون قيمة محصول القطن... وسوق البطاطس فى روسيا... وتغلق الفنادق أبوابها فى وجه موظفيها بعد ندرة السائحين... ويستمر الإخوان والسلفيون فى سعيهم الحثيث فى الاتجاه نحو حصد كل مكاسب الثورة .
يا قوم... أليس فيكم رجل رشيد؟    
Email:[email protected]