رجل رشيد
لدينا متخصصون فى إشعال الحرائق وخلق الأزمات... البعض يعمل بسوء الظن على قتل منافسيه... والبعض الآخر يتخذ من الشكوك والشائعات فرصة للانقضاض على الغرماء... كلنا يتحدث عن الديموقراطية ويحمدها إذا كانت نتائجها لصالحه... ويلعنها إذا خيبت آماله...
أو حرمته من طموحاته... كنا بالأمس نعيب على مبارك ونظامه سياسة العند وأبى بعضنا إلا أن يرثها... وكنا ننتقد الاستئثار بالمواقع والسلطات، فإذا بفصيل منا أكثر رغبة فى التكويش والاستحواذ ... ويطلق التهديدات إما التكويش أو التحرير... إصرار على الانفراد بصياغة الدستور حتى لو خاصموا كل التيارات... ثم إصرار على إقالة الحكومة بنص فى اللائحة وهى لا تعلو على الإعلان الدستورى... وأخيراً الإصرار على الدخول فى الانتخابات الرئاسية بمنطق الحرب لا التنافس.
والطعون التى قدمها بعض المتنافسين على مقعد الرئاسة إحدى الحرائق التى نشعلها ولا نريد لها أن تنطفئ... وقانون العزل السياسى الذى أصدره مجلس الشعب نار جديدة أشعلها الإخوان لحرق المنافسين... وقد تحرقهم هم أنفسهم لو صدر حكم بعدم دستوريته... وقضية جنسية السيدة نوال (أم حازم) نار أخرى أوقدها ليتقى شر الاستبعاد من المنافسة وما أنفقه حازم على أزمة والدته من مال يستحق المساءلة حتى لو كان تبرعاً من محبيه ومريديه... ومنطق الديموقراطية أن يختار الشعب من يريده وما يريده ... والإخوان والسلفيون ليسوا كل الشعب مع الاعتراف بأنهم قوة
يا قوم... أليس فيكم رجل رشيد؟
Email:[email protected]