رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المعونة الملعونة 2

مازال الحديث عن المعونة الملعونة مستمراً.. والمعونة الملعونة هي المعونة المريكية لمصر.. وكل المعونة التي تقدمها امريكا لمصر عسكرية.. وقديما كانت المعونة دقيق ولبناً وسكراً وزبداً.. واليوم اصبحت المعونة بنادق وطلقات وتدريباً وتواجداً.. معني ذلك أن المعونة في عهد عبد الناصر كانت لصالح الانسان..

وفي عهد مبارك تقتل الانسان.. وعبد الناصر كان يعادي سياسات امريكا في المنطقة.. مبارك كان ينفذ سياسات امريكا في المنطقة.. وعبد الناصر كان يسمي امريكا الإمبريالية العالمية.. ومبارك أصر علي أنها صديق وحليف لمصر.. ببساطة يمكننا القول إن المعونة في عهد عبد الناصر كانت محاولة شراء.. وفي عهد مبارك كانت محاولة إذلال.. والامريكان لا يتعلمون الدرس أبداً.. فلا محاولة الشراء بالمعونة نجحت.. ولا محاولات الإذلال بالمعونة ستنجح.
والمعونة الملعونة تركز على الجانب العسكرى فقط مع أن مشكلة مصر ليست فى التسليح ولكنها فى الاقتصاد ..ومن غير المقبول أن يعتمد جيش من «خير أجناد الأرض» على سلاح يقدمه عدو.. والكلام الذى قاله رئيس هيئة الأركان الأمريكية فى مصر صريح.. فالمعونة ضرورة للتواصل مع شباب القوات المسلحة.. وليست ضرورة لحفظ أمن مصر.. ولا يمكن أن يصدق عاقل أن أمريكا مهتمة بالحفاظ على أمن مصر.. وكل المسئولين  الأمريكان  يؤكدون أن أمن إسرائيل قضيتهم الأولى.. وجزء مهم من أمن إسرائيل يضمنه التواجد الأمريكى داخل الجيوش العربية.. وخصوصاً الجيش المصرى.. وجزء مهم من أمن إسرائيل يحتاج التعرف على عقيدة الضباط الشباب.. أو صناعتها.
وكل ما تحصل عليه مصر من الأمريكان مقابل الالتزام باتفاقية السلام هو1,3 مليار دولار معونة عسكرية..

و810 ملايين دولار معونة اقتصادية.. واسرائيل تحصل على 3 مليارات دولار.. أى أن 80 مليون مصرى يحصلون على أقل مما يحصل عليه 6 ملايين إسرائيلى.. وبالمعونة تتدخل أمريكا فى الإعلام.. والزراعة.. والتجارة.. والاقتصاد.. والعدالة، وبذلك تضمن الحاضر لصالحها.. وبالمعونة تتدخل أمريكا فى مناهج التعليم.. أى أنها تتدخل فى صناعة الأجيال القادمة وتسهم فى صياغة أفكارهم.. أى أنها تتدخل فى صناعة المستقبل أو تصنعه هى على مزاجها.. وبالمعونة تتدخل أمريكا فى التسليح وبذلك تضمن التحكم فى تسليحنا.. وتحديد قوتنا.. ومراقبة تحركاتنا.. وضمان ضعفنا أما عدونا وحليفها الأوحد.
ونخطئ كثيرا لو صدقنا أن علاقة الأمريكان بنا مهمة.. فمنذ توطدت علاقتنا معهم ونحن نخسر.. خسرنا العرب.. وخسرنا الأفارقة.. وخسرنا العالم الإسلامى ..أضافوا الى قاموسنا مفردات الرشوة.. والعمول.. والمصلحة.. والتخليص.. ومن أجلهم  ومن أجل معونتهم حاربنا فى العراق.. وفى أفغانستان.. وفى بعض دول أفريقيا.
ستظل المعونة الأمريكية مذلة وعاراً.. وسيظل الأمريكان يضغطون بها كلما حاولنا وقف تدخلاتهم فى شئوننا.. والأفضل أن نوقف نحن المعونة الملعونة.. ونرفضها.
Email:[email protected]