رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احبسونى .. ودلعونى

اليوم أكمل حسنى مبارك عاما بالتمام والكمال بعيدا عن كرسى الرئاسة ... ففى مثل هذا اليوم من العام الماضى فقد حسنى مبارك مقعد الرئاسة ... وفى مثل هذا اليوم فقد جمال حلم الوراثة ... وفى مثل هذا اليوم حقق ثوار مصر بالتظاهر السلمى معجزة إسقاط ديكتاتور وعدد من أعوانه ..

. وأظن أن حسنى مبارك المخلوع من الحكم أسعد حالاً من حسنى مبارك الذى حكم مصر أو على الأقل لم يفقد كثيراً... فالرجل يعيش فى جناح رئاسى طبى فى أفخم وأكبر مؤسسة طبية فى مصر وعلى حساب «صاخب المخل» الشعب.... والرجل أيضا رغم أنه فقد هيلمان الحكم ...  مازال محافظاً على صبغة الشعر .. والنظارة السوداء الذهبية ... يتنقل بالطائرة ...لا يتحرك أمام الكاميرات  إلا محمولاً رغم مظاهر العافية... وتطارده الكاميرات كما كانت أيام وجاهة الحكم وربما زادت ... يحاكم دون أدلة... وبعيداً عن الاتهام الأكبر وهو قتل مصر ...كل مصر ... وفى ايام البرد .. وأيام الشتا والشارع غريق ... لا يذهب للمحاكمة يذهب القضاة ويغيب المتهم ... يذهب الادعاء ويغيب المتهم ... ويذهب أهالى الشهداء سيرا على الأقدام .. وفى بهدلة المواصلات ... ويقفون فى البرد .. وتحت المطر فى انتظار قرار المحكمة، ربما تبرد نار تأكل قلب أم فقدت ابن بطنها فى عز شبابه... أو يرد لرجل عقله الذى طار مع عكاز الزمن ... ويغيب المتهم الذى يتنقل فى طائرة..وعلى نفقة مصر ... ويحمله رجالها ... مافيش دلع اكتر من كده .. ولو كنت مكان مبارك ما تمنيت أن أعود لكرسى الرئاسة ... والدلع والبحبحة التى يعيش فيها مبارك وأعوانه تجعلنى أتمنى الحبس  ومعى أسر الشهداء... طمعا فى الدلع أو سعياً للثأر بعد  مسرحية المحاكمة الهزلية ...  وأظن أن مصر كلها تتمنى الحبس طمعا فى الدلع والفخفخة ... ومن هنا أنادى من يملك سلطة الحبس .. احبسونى ودلعونى.
واليوم وبعد مرور عام على خلع مبارك ... أسمع دعوات للعصيان المدنى ولا أجد مبررا لها لأننا بالتظاهر السلمى خلعنا مبارك ... وبالوقوف فى الميدان قضينا على حلم الوريث وأمه ...  وبالاعتصام الحضارى أجبرناهم على نقل مبارك من منتجع شرم

الشيخ ... وبالهتاف وضعنا مبارك وأعوانه فى قفص الاتهام ... حتى ونحن غير راضين عن سير المحاكمة ... وحتى بعد أن فقدنا الأمل فى العدالة... فليس فى العصيان المدنى حل ... فالذين يحكمون لن يدفعوا شيئا من خسائرنا .. وما تفقده مصر اليوم ... نفقده نحن أيضا... وخسائر الاقتصاد عادت على الشعب قبل أن تعود على أعضاء الحكومة أو المجلس العسكرى ... فلم يقف أحدهم فى طابور الأنابيب... ولم يقض أحدهم ليله بحثا عن بنزين  لسيارته المتهالكة التى تنقله... أو التى يتخذ منها سببا للرزق ... نحن الشعب اكتوينا بكل هذا... ونحن الشعب سندفع ثمن خسائر الاقتصاد... ويمكننا بالتظاهر والاعتصام بالميدان أن نحقق ما تبقى من مطالب وآمال بشرط أن نحافظ على بلاط الشوارع فهو ملكنا... وعلى أعمدة الاضاءة فقد دفعنا ثمنها من كد أجيال كثيرة تعاقبت... نستطيع أن نحقق كل الآمال دون أن نكسر أو نضرب أو نحرق... ودون أن ننزف شهداء جدداً... فاليوم انتهت انتخابات الشورى وغدا نختار الرئيس الجديد ... يمكننا أن نختار رئيسا بعيدا عن كل المفروضين علينا ... رئيساً يعرف حق الشعب ولا يتلاعب بالألفاظ ... رئيساً يحمل لمصر حلم التقدم أكثر مما يحمل من كلمات استرضاء الشرق أو الغرب ... يمكننا الاستعداد لمعركة الرئاسة بشكل يفسد عليهم ما يعدون ...  يمكننا انتزاع مطالبنا والمحافظة على بلدنا... فمصر بلدنا ولسنا ضيوفا على  الحكومة ولا على المجلس العسكرى .
Email:[email protected]