رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

اليوم هو عيد الثورة الحقيقى... ففى مثل هذا اليوم من العام الماضى سمعت أول هتاف بسقوط حسنى مبارك... كنا نقف على باب مسجد عمرو بن العاص فى مصر القديمة... وكنت أتابع حركة رجال الشرطة غير العادية... أمام باب المسجد وفى الميدان كان أحد رجال المباحث يتولى تنظيم البلطجية ويوزع عليهم الأدوار...

والكمامات... وكاسكيتات ليعرف بعضهم بعضا... كان يطلب منهم أن يضربوا بلا هوادة أو رحمة... وظللت أتابع غير مصدق لما أرى ولا ما أسمع... أحسست أن الضحايا سيكونون بالمئات... لم أدخل لصلاة الجمعة فقد أخذتنى الترتيبات والتعليمات التى يلقيها ضابط الشرطة على البلطجية... فجأة تفجر الموقف... البلطجية فى صفوف... وخلفهم الأمن المركزى... وأنا بين الاثنين أتابع... لم يلحظ أحدهم أن غريبا يقف وسط الجمع يسمع ويرى ويسجل... عبثا حاولت الاتصال بالجريدة فلم تكن هناك اتصالات... لحظات وأنهى الدكتور الدفتار صلاته وخرجت جموع غفيرة من المسجد تهتف بسقوط حسنى مبارك... واندفع أحد كبار رجال الشرطة يسب الدين على باب المسجد للخارجين وتكهرب المكان وانفعل الشباب وحاولوا الفتك به... ودخلت وسط الخناقة... ونجح المخبرون فى فرض كردون حول قائدهم واستخرجوه من بين أيدى الشباب... تركت المظاهرات تتحرك ورحت أتابع عن كثب تعليمات الضباط للبلطجية.. وفتحت كاميرا التليفون المحمول لأسجل ما يدور... هنا فقط أحس الجمع أن غريبا سمع.. وشاهد... وتطاول ليسجل بالصورة الاتفاق على الجريمة.. وما هى الا لحظات حتى وجدتنى محاصرا بثلاثة من البلطجية... ولم يتركونى حتى جاء ضابط ومجموعة من المخبرين.. انتزعوا منى تليفونى المحمول عنوة... وحاولت أن أشرح لهم أنى أؤدى عملى فسمعت من الشتائم ما لن أنساه ما حييت...
فى سيارة الترحيلات كنت أنا أول الضيوف... الحارث اسمه حسين... والضابط فادى... وكبيرهم محمد بيه... أو هكذا كانوا يدعون... لحظات وبدأ تدفق المقبوض عليهم... الأسطى محمد الميكانيكى..أخذوه من داخل ورشته... الحاج عبد الرحمن مريض القلب الذى تجاوز الستين من عمره... الدكتور جمال الذى جاء من الاسكندرية للصلاة فى مسجد عمرو الذى يعشقه... ثلاثة من الشباب

أصابتهم طلقات الخرطوش فى أماكن متفرقة من أجسادهم.... طفل لم يبلغ الحلم أخذوه من أمام باب منزله وهو يصرخ « أنا كنت بتفرج» حتى تجاوز عدد المقبوض عليهم فى السيارة الستين واختنقنا... وكنا نتناوب الوقوف بجوار فتحات التهوية الصغيرة للغاية لنلتطق الأنفاس.... كنت والدكتور جمال الأكثر فى رباطة الجأش... وكنا نحاول تهدئة زملاء المعتقل.
فجأة تحركت بنا السيارة بسرعة جنونية ومع زيادة سرعتها كنا نقوم ونقع فوق بعضنا البعض... وكان السائق يحاول الهروب من هجمات المتظاهرين... لحظات ولمحنا من فتحات التهوية سيارات الشرطة العسكرية... هللت وأكدت للجمع أن الجيش نزل الى الشوارع.. وهو ما يعنى أن الأمور قد أفلتت من أيدى البلطجية وأعوانهم... وقررنا أن نحرر أنفسنا من سيارة الترحيلات ورسمنا خطة التحرير... كنا قد وصلنا الى منطقة زهراء مصر القديمة... بدأنا فى الصياح أن أحد المصابين قد مات... توقفت السيارة وما إن فتح أحدهم بابها حتى اندفعنا فى لحظات الى الخارج.
على الأرض وقف الضابط يرجو ألا نؤذيه.. وأن نتركه يذهب الى حال سبيله.. لأنه مجرد ترس... وبكى لأنه لم ير وليده منذ أيام... وسلمنا ما معه من تليفونات محمولة لم يكن بينها تليفونى فقد صادره اللواء صاحب قصة سب الدين وخرجنا جميعا من السيارة وقد أصبح الجميع ثوارا وسرنا فى الشارع نهتف... يسقط يسقط حسنى مبارك
Email:[email protected]