رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل سنة وأنتم طيبون

كل عام وأنتم بخير ... فعام 2011 يلملم دقائقه الأخيرة استعدادا للرحيل ... غداً نبدأ سنة جديدة  بعد عام ساخن ... خشن ... دموى ... مرعب . عام فقدنا فيه من الشهداء عدداً كبيراً .... ومن الأموال كماً وفيراً ... ومن الحكمة قدراً عظيماً ... لكنا كسبنا فيه حريتنا ... وأسقطنا نظاماً تعمد إذلال الشعب ... واتهامه بأنه جاهل بالعملية الديمقراطية.

واذا كان العام المغادر قد سجل فى التاريخ نهاية مأساوية لنظام أسرة مبارك ... فإنه سجل أيضا ثمناً غالياً دفعته مصر وشعبها لهذا السقوط ... رغم أن هذا السقوط لم يكلف مبارك نفسه ولا أسرته شيئا كبيرا اللهم الا النزول من فوق مقعد الرئاسة ... وانتهاء حلم التوريث... لكن الثروة ما زالت تحت ايديهم ... والاقامة فى الجناح الرئاسى مستمرة ... والسكرتارية  تعمل ... والحراسة تحيط بالمكان.
المهم ماذا ينتظرنا فى العام الجديد؟ وماذا تحمل لنا الأيام القادمة ؟؟ وربما كان السؤال الأهم ماذا أعددنا للأيام القادمة حتى لا تتكرر أحداث العام والأعوام الماضية؟
يقولون  ان ثورات الربيع العربى جزء من خطة تقسيم الوطن ...  وأن انسحاب أمريكا من العراق جزء آخر ... وان التقسيم سيبدأ فى اليمن جنوبا .. والعراق شمالا ... وان تقارب الغرب مع التيار الاسلامى ليس لوجه الله انما هو جزء من خطة يشترك فيها كل اللاعبين فى المنطقة لاعادة صياغتها .... لكن لحساب من تتم هذه الصياغة؟
نخطئ كثيراً لو صدقنا أن الغرب وعلى رأسه أمريكا مهتم بحقوقنا ... وأن بلاد الديمقراطية العريقة تضخ من أموالها دعماً لحقوق الشعوب المغلوبة... نخطئ لو تنازلنا عما يبذلونه من أموال كما نخطئ لو نفذنا ما يريدون بأيدينا ... ونخطئ كثيرا لو طاوعنا دعواتهم وتنازلنا عن اقتناص الفرصة لنحكم بلادنا بأنفسنا ... ونخطئ كثيراً لو تركنا النعرات

الطائفية تمسك بمعاول الفرقة والتقسيم بعد  أن ظهر شبحها مخيفاً فى الانتخابات الأخيرة ... فالفرصة السانحة لا تتكرر كثيرا فى بلادنا واسالوا التاريخ والجغرافيا أيضا ...  نخطئ كثيرا لو ركبنا القطار الذى يعدونه لنا ... فقطار الغرب سيصطدم بنا فى الحائط ولن ينجو منا أحد ... والشباب الذى فجر وصنع الثورات العربية وضحى فيها يستحق منا أن نحفظ له المستقبل... لكن الخطأ الأكبر أن نتركهم يرسمون لنا المستقبل بعد أن أضاعوا علينا التاريخ.
لكن من أين نبدأ ونحن على أبواب عام أظنه أكثر سخونة من المنتهى ولا أتمناه دمويا؟
أحسب أننا فى حاجة لأن نؤمن  أن ما حدث ويحدث  فى مصر والعالم العربى  هو صناعة محلية... وأن تغيير النظم فى المنطقة ليس خطة تقسيم ... وان كان فلن تتم ولن نتركها تكتمل ... وأن ما فقدناه فى انتخابات مجلس الشعب .. سنتداركه فى انتخابات الرئاسة ... وأن بلادنا تحتاج من العمل أقل كثيرا مما نبذله فى التظاهر ... وأن خطة التقسيم المزعومة تعتمد على تجويع الشعوب وليس على تحريرها...               
اليوم ... نبدأ عاما جديدا يحط الغموض كثيراً من أحداثه ... الا لو نجحنا فى رسمها بأيدينا... وكل عام وأنتم بخير.
Email:[email protected]