رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحل الأسهل

نختار دائماً الحل الأسهل ... لا فرق فى ذلك بين الحكومة والشعب ... حتى النشطاء السياسيين والتنظيمات الحزبية الكل يختار الحل الأسهل ...

الحكومة تختار دائما الحل الأسهل فى التعامل مع القضايا والأحداث مهما كبرت ... فالذين أطلقوا الرصاص على الأقباط فى ماسبيرو مجهولون .. مدسوسون ... والذين هاجموا السفارة الاسرائيلية بلطجية حملتهم دراجات بخارية من مكان مجهول ... بعد أن دفعهم مجهول ... ومشاكل الفتنة الطائفية حلها فى جلسات عرفية لا تزيل احتقانا .. ولا تغير أفكارا ... ولا تعالج داءاً ... والتواجد الأمنى تم اختصاره فى رجال المرور ... يحملون دفاتر يقيدون فيها مخالفات المرور ... أما الانضباط الأمنى فمتروك لرجال الجيش ومدرعاتهم ... وتغيير محافظ أو مسئول أسهل من التحاور مع الرافضين لوجوده ... والوعد بمكافآت وحوافز أيسر على الحكومة من اقناع موظفيها بحجم الأزمة المالية التى تواجهها البلاد ... والحديث الدائر منذ شهور عن الحد الأدنى للمرتبات والحد الأقصى للدخل...  أفضل من اصدار قرار بتطبيق أى منهما ... أو كليهما ... وإسناد كل جريمة للبلطجية أسهل من أن تتحرك أجهزة الشرطة للقبض عليهم ... رغم أنهم معروفون لكل رجال الشرطة .... وتغيير اسم أمن الدولة الى الأمن الوطنى مع بقاء سياساته ...  وسجونه... وزنازينه أسهل من الاستغناء عن جهاز أهان الشعب .. والنظام .. وكرامة الإنسان.
حتى نشطاء السياسة لا يطيقون اختلاف الآخرين معهم فى الرؤى والأفكار ... فاتهامات العمالة جاهزة ... والرمى بالكفر كفيل بالقضاء على المنافسين ... والاتهام بالعلمانية أيسر من الحوار حتى نصل الى صياغة الدولة التى نسعى اليها ... والتى من أجلها قامت الثورة ... وضحى الشباب بأرواحهم الطاهرة ... والهجوم على المجلس العسكرى ... والحكومة ... أقرب من حضور جلسات النقاش وطرح وجهات النظر المتباينة.  
ورغم أننا على مشارف الانتخابات البرلمانية الأولى بعد إسقاط نظام حرمنا من الاختيار لسنوات عديدة .. إلا أننا مازلنا نبحث عمن يختار لنا...وكثير من أصدقائى ومعارفى يسألوننى لمن نعطى أصواتنا فى الانتخابات القادمة؟ ... وعبثاً أحاول أن تكون اجابتى

أن اقرأوا برامج الأحزاب والمرشحين حتى تعلموا لمن تذهب أصواتكم ... الكل يرفض طمعا فى اجابة جاهزة ... وكأنهم يرفضون أن تكون ارادتهم الا سابقة التجهيز ... ومن طرف يثقون فى قدرته على الاختيار بدلا من التعرف على الاتجاهات السياسية ... وبرامج المرشحين.... وتحمل مسئولية ونتيجة الاختيار.
ورغم تجاوز عدد الأحزاب لدينا رقم الخمسين ... الا أن قصر المدة ... واللجوء للحل الأسهل جعل الأحزاب الجديدة بعيدة عن اهتمام المواطنين ... وأعطى الفرصة للبعض أن يتاجر بالدين ... أو يتاجر بمستقبل البلاد ... المهم أن يحصد أصواتا تمنحه العدد الأكبر من المقاعد فى برلمان ما بعد الثورة.
وغريب أن يشعر الجميع أن الثورة قامت من أجله هو وحده ... ولم تقم من أجل النهوض بمصر كلها ... وغريب أيضا أن تدعى كل القوى السياسية أنهم مفجرو الثورة وقادتها... وجميعنا يعلم أن كل القوى والمؤسسات والأحزاب تضاءلت أمام الحدث الجلل ... وأن الثورة كانت ثورة شعب ضد الظلم ... إلا أنه الحل الأسهل .
سياسة الحل الأسهل التى تتبعها الحكومة تنتقص من هيبة الدولة ... وتحيل القضايا الصغيرة الى مشكلات يصعب حلها... وأحيانا الى كوارث ... وسياسة الحل الأسهل التى يتبعها المواطنون تدفعنا للخلف بقوة ... وتلقى بنا فى أحضان ما ثرنا ضده ... ومن ثرنا ضدهم ... وتعيدنا الى ما قبل 25 يناير.
Email:[email protected]