عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قراءة فى نفوس المصريين

يعيش المصريين حاليا ومنذ مايقرب من عدة أشهر ماضية عانى خلالها المواطن البسيط من كل صنوف الحيرة والقلق وعدم الشعور بطعم الامان الذى كان يشعر به على حد قول بعضهم فى ظل النظام السابق بكل مابه من مساؤى وفساد وقد تفأجات كثيرا بذلك الشعور الذى بات يتسلل الى نفسية كثير من المصريين اليوم

وهذا ما جعلنى أتعمق فى بحث الأسباب التى جعلت بعض المصريين يتحسرون على أيام النظام السابق وإن كان بعض تلك الأسباب كانت موجودة فى ظل العهد السابق وإنما تفاقمت عن الحد الذى يصعب معه العيش والتكيف معها
إن المصرى البسيط اليوم بات يعانى أشد المعاناة اليومية فى كيفية تأمين إحتياجاته الإساسية من الخبز والمواد الغذائية وإن توفرت تلك المواد لايستطيع تحمل ثمنها الباهظ بسبب جشع التجار وإستغلال حاجة المواطنين فى زيادة أرباحهم على حساب قوت الضعفاء والفقراء فى هذا الوطن الجريح حتى وصل الأمر إلى أن وسائل الأنتقال العامة وصلت إلى حد مستفز فى تكلفة ثمن التذكرة التى لايستطيع معها ذوى الدخول المحدودة من عدم استخدام تلك المواصلات العامة التى أنشئت فى الأساس لخدمة الشرائح الفقيرة
لقد صار الأمر بالنسبة للعديد من المصريين أن الثورة قامت لتغيير كل الأزمات التى كانت موجودة فى النظام السابق وتنفيذ كل الشعارات والمبادئ التى رفعها الثوار فى ميدان التحرير ولكن يبدو بعد مرور مايقرب من سنتين الحال هو الحال بل هناك أمور قد صارت أسوأ عن ذى قبل
فى كثير من الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية كل على حد سواء لم يحدث فيهم أى تغيير إلى الأفضل بل على العكس لقد صارت الأوضاع فى تراجع مستمر التى من الممكن مع هذا التردى يؤدى إلى الأنهيار الكامل للدولة على جميع المستويات بسبب حالة الفشل الإدارى والتخبط السياسى الواضح على مؤسسة الرئاسة والعجز الحكومى فى طرح إستراتيجية فاعلة فى إدارة ومواجهة الأزمات التى تحيط الوطن على شتى المستويات خاصة الحالة الأمنية والإقتصادية المتدهورة
إن عجز أى دولة متمثلة فى النظام الذى يحكم عن توفير المناخ الأمن للاستثمار وذلك يأتى عن طريق إستقرار الحالة الأمنية فى الشارع المصرى يجب عليها أن ترحل فورا لانها بذلك قد أقرت بأنه ليس لديها رؤية أو خطة تنفيذية لإدارة البلاد بشكل سليم ينم عن عدم معرفة الموجودين بالسلطة حاليا بأنهم لايصلحون لإدارة البلاد فالمتابع حاليا لمجريات الأوضاع فى مصر سيجد أمامه كارثة سياسية بكل المقاييس وهى تصارع الأحزاب فيما بينهم فى تكوين التحالفات والتكتلات خاصة ونحن مقبلون على إنتخابات تشريعية بعد إقرار الدستور بعد الإستفتاء عليه من قبل الشعب المصرى
وكذلك التخبط الواضح والملحوظ فى القرارت الرئاسية

والحكومية عندما تجد أن قرارآ جمهوريا يصدر من رئيس الجمهورية دون دراسة متأنية ودون النظر إلى تبعات هذا القرار فعندما يصدر قرار بإقالة النائب العام فيجب أن نشعر بأنه يوجد شئ غير مطمئن على الإطلاق وذلك بسبب وأنا أعتقد أن الكثيرين يعلم أن النائب العام لايعزل ولايقال إلا إذا طلب هو ذلك فكيف يصدر مثل هذا القرار والرئيس لديه نائب وهو مستشار حيث يعلم ذلك تمام العلم وأيضا لديه مستشارين لرئيس الجمهورية منهم من كان يعمل فى القضاء
فهل نفسر نحن المصريين ذلك الأمر بأن الرئيس ينفرد بقرارته دون استشارة المستشارين الذين يفقهون فى القانون ويعلمون كافة دهاليزه وأنهم بذلك مجرد تجميل للصورة حول الرئيس بأنه توجد مؤسسة رئاسية تدرس وتبحث قبل صدور القرارت أم أن الرئيس عرض هذا القرار على مستشاريه وهم من زينوا له صحة هذا القرار وبذلك يكونوا هم من أوقعوا الرئيس فى هذا الخطأ السياسى الذى من الممكن أن يفهم منه عدم درايته وضعفه وهى هذه الحالة فعلى الرئيس أن يحاسب من أعطاه رأيا بصحة هذا القرار من مستشاريه وأنه لايصلح لآن يكون مستشارا لرئيس الجمهورية
فكل تلك التخبطات والإهتزازت الإدارية والسياسية تجعل من المواطن البسيط الذى لاتهمه فى كثير من الأحيان الصراعات السياسية يشعر بالقلق والخوف من الغد وهو يجد الصورة أمامه ضبابية وملبدة بالغيوم السياسية فالمواطن شغله الشاغل هو تأمين حاضره ومستقبله والشعور بالأمان على نفسه وأسرته فكيف تجعل الدولة متمثلة فى مؤسسة الرئاسة والحكومة أن تشعر المواطن المصرى بذلك ذلك هو السؤال الأهم والذى يجب ان تعمل عليه الدولة وتطرح الإجابة للمواطن ليس بالخطابات الرنانة وأنما على بطريقة واقعية ملموسة يلمسها المواطن ويشعر أن ثمة تغيير يحدث وكل مخاوفه ستتبدد