عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود:

ولا يزال مسلسل السرقات الأدبية ولصوص الكلمة مستمرا:

برنامج تليفزيونى يسطو على مقالى عن الملياردير المصرى-الأمريكى ومخترع السينى موبيل فؤاد سعيد

مصداقية أى كاتب أو صحفى هى رأسماله الحقيقى، ولأن الكلمة رسالة وأمانة ومسئولية ، وهى فعلا مسئولية جد خطيرة لو علم كل من يمسك بالقلم ،.. فالكلمة قد تكون " أكسير الحياة" لإنسان تملكته مشاعر الإحباط واليأس، وقد تكون السم الزعاف لإنسان آخر،.. وهى قد تبث الحياة والأمل فى أمة بأسرها، وقد تتسبب أيضا فى نشوب حرب أهلية ، لكن بعض الدخلاء على مهنة الصحافة وما أكثرهم لا يدركون شيئا من هذا، ويحلو لهم السطو على بنوك الأفكار وجهود الآخرين الفكرية،... إننا هنا لا نتحدث عن إقتباس أو توارد خواطر أو أفكار وهو أمر وارد وإنما عن سرقات تتم فى وضح النهار يرتكبها لصوص وحرامية الفكر والإبداع من أصحاب ذوى الياقات البيضاء والعقول الخاوية والإفلاس الفكرى الذين يبحثون عن ثراء سريع  أو شهرة بأى ثمن أو إحترام الآخرين لهم حتى ولو كان زائفا يعوضون به شعور متأصل بالدونية والنقص، ... سرقات فى الصحافة والأدب والفن والكاريكاتير والترجمة والبحوث العلمية وبراءات الإختراع ، وحتى رسائل الماجيستير والدكتوراة لم تسلم من السرقة.

ومع إنتشار الإنترنت والفضائيات ووسائل الإتصال الحديثة فى العقدين الأخيرين إزداد عدد لصوص الكلمة والفكر والإبداع الذين يضربون عرض الحائط بكل قواعد الإخلاق وقوانين حقوق الملكية الفكرية، مع قلة مراكز البحث والرصد والكشف عن السرقات، وهو الأمر الذى استفز أحد المواطنين العرب من الكويت والذى يعمل فى مجال الكومبيوتر ويهوى القراءة، فقام منذ نحو خمس سنوات بتأسيس أول موقع عربى على الإنترنت يقوم برصد السرقات الفكرية والأدبية والفنية أطلق عليه إسم " نادى لصوص الكلمة " ،.. وقد إتخذ لنفسه إسما مستعارا هو " بدر الكويت" وحتى يبعد عن نفسه الحرج لمعرفته الشخصية ببعض لصوص الكلمة من مشاهير الكتاب والصحفيين، فقام بنشر كل ما يعثر عليه من سرقات ...مقالات أو صور أو كاريكاتير صحفى، فينشر مثلا صورة للمقال المسروق وبجانبه صورة للمقال الأصلى مع صورة وإسم الكاتب اللص الذى ربما تردعه " فضيحة بجلاجل" أكثر من القانون الذى لم يعبأ به أو يحترمه.

لقد عانيت شخصيا من هذه المشكلة ومنذ سنوات، فوجدت مقالات منشورة لى يعاد نشرها كاملة فى مواقع ومنتديات كثيرة على الإنترنت تحت إسم شخص آخر ودون أى ذكر أو إشارة أو تنويه لإسمى ككاتب للمقال الأصلى، وقد حاولت فى البداية أن أتصل بهؤلاء اللصوص أو الجهلة أو بمدير الموقع للشكوى وإثبات الإعتداء على حقوقى لكن لا حياة لمن تنادى، .. وكنت أقول لنفسى إن الإنترنت لا يزال فى مرحلة التطوير وأن أولئك اللصوص نكرة وليسوا كتابا محترفين، لكن عندما يصل الأمر إلى أن يقوم أحد البرامج المعروفة للتليفزيون المصرى المملوك للدولة بالسطو الفاضح المشين على مقال طويل لى وإستخدامه فى إعداد حلقة كاملة تقترب من ساعة زمن، ودون إذن كتابى منى أو حتى الإشارة لى من قريب أو بعيد ، ويحمل الإعداد إسم شخص آخر أو أكثر، فإن هذا أمر لا يمكن السكوت عليه، ويحتاج إلى وقفة جادة وموضوعية.

من البرامج التليفزيونية التى أحرص على مشاهدتها كلما سنحت لى الفرصة والوقت برنامج " نجم اليوم" الذى يذاع على قناة نايل سينما – إحدى القنوات التابعة للتليفزيون المصرى- فى الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل،  وهو برنامج فكرته جيدة تتلخص فى عرض كل حلقة لحياة ومسيرة أحد كبار نجوم أو نجمات السينما المصرية مع إستغلال جيد لأرشيف السينما ومكتبة التليفزيون الزاخرة بآلاف الأفلام المصرية، وإستضافة بعض النقاد الفنيين للحديث عن النجم وأعماله، غير أن ما يعيب البرنامج هو بعض المعلومات الخاطئة أو الغير دقيقة أو المتناقضة التى تذاع فى بعض الحلقات والتى يقع فيها معد الحلقة الذى يكتب المادة التحريرية والتى تقرأها مذيعة فى البرنامج ودون أن تظهر صورتها على الشاشة، وإنما تظهر صور للنجم السينمائى أو مشاهد من بعض أفلامه، وهى طريقة يعرفها المخرجون والفنيون الذين يعملون فى التليفزيون تسمى

"Voice Over.."

، وهى من بديهيات العمل التليفزيونى التى أعرفها لسابق خبرتى كمعد ومقدم أكثر من برنامج – سابقا – فى التليفزيون الكندى ، ولم أشأ أن أكتب عن هذه الأخطاء ، وإنما فضلت أن أتحدث بشأنها مع رئيس القناة المخرج المبدع عمر زهران فى مكالمة هاتفية منذ نحو  شهرين.

منذ حوالى أسبوعين – وتحديدا فى الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل – ليلة الأحد الموافق أول مايو الجارى – أذاع البرنامج المذكور حلقة خاصة عن قصة حياة ونجاح المخترع والمنتج السينمائى الأمريكى من أصل مصرى فؤاد سعيد – الملياردير المصرى الذى إخترع السينى موبيل أو الأستديو المتحرك والذى أنقذ به صناعة السينما الأمريكية فى هوليوود من الإفلاس ، وبدأت أشاهد الحلقة – بالصدفة – بعد بدايتها بدقائق معدودة فلم أتمكن من مشاهدة تتر البداية، وبعد برهة وجيزة إكتشفت أن نص سرد قصة حياة فؤاد سعيد بصوت المذيعة القديرة سناء منصور هو نص منقول تقريبا حرفيا

أو " نقل مسطرة " كما يقولون من مقال نشر لى منذ أكثر من سنة فى صحيفة الفجر فى صفحة كاملة، وتحديدا فى العدد رقم 243 الصادر فى يوم الأثنين الموافق 8 مارس  2010

بعد نشر المقال الذى كتبت فيه قصة فؤاد سعيد وذكرت أنه المصرى الوحيد الحاصل على جائزة الأوسكار منذ أربعين عاما عن إختراعه للسينى موبيل – وهى حقيقة لم يكن يعرفها أحد فى مصر – قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى تكريم المخترع المصرى ودعوته لحضور المهرجان فى دورته الرابعة والثلاثين لتكريمه فى حفل الإفتتاح، وقبل بدأ المهرجان بنحو شهرين كنت قد ألتقيت بفؤاد سعيد أثناء زيارة خاطفة للقاهرة، ولما علمت أن إدارة المهرجان كانت قد قررت إصدار كتاب خاص بعنوان " من مبدعينا فى الخارج" يتضمن الحديث عن فؤاد سعيد والمخرج ميلاد بسادة والممثل البريطانى المصرى الأصل خالد عبد الله، فقد أعدت كتابة المقال عن فؤاد سعيد لكن بتفاصيل أكثر ومعلومات جديدة، وصدر الكتاب بالفعل من تأليف الناقد السينمائى الكبير دكتور وليد سيف متضمنا موضوعى عن فؤاد سعيد مع ملحق للصور الفوتوغرافية كان قد أرسلها لى المخترع المصرى العالمى بالبريد الخاص قبيل بدء المهرجان – ما نشرته فى هذا الكتاب مع الصور هو ما ظهر فى حلقة برنامج " نجم اليوم" الخاصة عن فؤاد سعيد،.... إنتظرت حتى نهاية الحلقة لمشاهدة تتر النهاية فلم أجد إسمى أو أى إشارة لى من قريب أو بعيد، وإنما اسم صحفى يدعى ماجد حبته ككاتب للمادة التحريرية، وإسم معدة أخرى هى مروة حربى، والتى كنت قد إلتقيتها فى المهرجان وكانت تحمل نسخة من كتاب " من مبدعينا فى الخارج" .

بعد البحث والتقصى عرفت أن الحلقة التى أذيعت منذ أسبوعين كانت حلقة معادة وإنها كانت قد أذيعت للمرة الأولى – دون أن أعرف - فى شهر ديسمبر الماضى بعد أقل من أسبوعين من إنتهاء مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

فى ضوء كل ما ذكرت عاليه فإن ماحدث فى حلقة برنامج نجم اليوم الخاصة عن فؤاد سعيد هى – فى رأيى – عملية سطو وسرقة مكتملة الأركان، وإعتداء صارخ وفاضح على حقوقى الأدبية والفكرية والمادية كمؤلف أصلى طبقا للقانون المصرى الخاص بحقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 ، .. وبناء عليه فإننى أتقدم الآن ببلاغ للنائب العام سيادة المستشار الدكتور عبد المجيد محمود للقيام بإجراء تحقيق رسمى حول هذه الواقعة وأطلب من مكتب معاليه الآتى:

أولا: الإتصال بالتليفزيون المصرى وطلب الشريط " الماستر" الخاص بحلقة برنامج " نجم اليوم" عن المنتج السينمائى والمخترع العالمى فؤاد سعيد والتحفظ عليها لحين الإنتهاء من التحقيقات، مع التحذير بعدم المساس بالشريط وإجراء أى تعديلات أو مونتاج لتتر الحلقة.

ثانيا: ضمان عدم إذاعة الحلقة مرة أخرى على شاشة التليفزيون المصرى لحين إنتهاء التحقيق والفصل فيه.

ثالثا: ضمان كافة حقوقى الأدبية والفكرية والمادية والتعويض اللازم والمناسب عما لحق بى من ضرر بالغ ، ووضع أسمى كمؤلف أصيل للمادة التحريرية فى تتر الحلقة المذكورة إعمالا للقانون – طبعا بعد ثبوت صحة ما أدعيه.

رابعا: أرجو من مكتب سيادتكم الإتصال بى من خلال بريدى الإلكترونى المنشور فى نهاية المقال أو عن طريق بوابة الوفد لسماع أقوالى وتقديم كافة المستندات والأوراق والصور التى تثبت صحة كلامى.

ودمتم معالى المستشار نصيرا للحق والعدل، وذخرا لقضاء مصر- حصننا الحصين.

كاتب صحفى مصرى – كندى

[email protected]