الطمع والموت حرقا
إبتلاء جديد وكارثة تضاف إلى مجموع الكوارث التى باتت لاتعد ولا تحصى ، إحدى قرى الدقهلية تشيع ستة أفراد فى لحظة واحدة إثر إنفجار مخزن غير مرخص لبيع البنزين ، أكثر من 2طن مواد بترولية وضعت فى خزانات وجراكن ، إشتعلت النيران لتروع القرية بدوى الإنفجار
والهزات العنيفة وتصاعدت ألسنة اللهب لتحرق المساكن المجاورة ، سارع الجيران من كل حدب وصوب للمساعدة فى الإطفاء إلى جانب سيارات الإطفاء ، أما المصابين فتم نقلهم لمستشفى الطوارئ ، وبين الأنقاض عثررجال الإنقاذ السريع على جثث تفحمت تماما ،( فوزية ) ذات الثمان سنوات تحتضن ( محمد ) أخاها الرضيع مشهد يشيب له الولدان ، والسؤال الذى يفرض نفسه بأى حق يستغل أى مواطن فرصة أزمة الوقود التى تعانى منها البلاد ويقوم بتخزينه تمهيدا لبيعه فى السوق السوداء مستغلا الظروف المعيشية البائسة ، من سهل له الحصول على 2طن بنزين والمحطات تعانى أزمات طاحنة ؟ كيف تفتق إلى ذهنه أن يتحفظ على مواد قابلة للإشتعال بسرعة البرق فى الكتلة السكنية دون وازع من ضمير ؟ لم يفكر فى لحظة أن إشتعال عود ثقاب واحد أو سيجارة رماها أحد المراهقين كفيلة بحرق القرية بأكملها إذا ماامتدت النيران من بيت لآخر خاصة أن المخزن مصنوع من الطوب اللبن وقش الأرز والحطب غالبا مايتم تخزينه على الأسطح كعادة كل القرى الفقيرة ، صاحب المخزن فقد طفلاه وأخيه وزوجته وأولاد أخيه ، الطمع والجشع والجهل وغياب القانون ، الإهمال وغياب الضمير ماتسبب فى الكارثة ، فلا نرم باللائمة على القضاء والقدر تلك النفوس الضعيفة التى لاتضيع الوقت وتبحث فقط عن الكسب السريع دون النظر للعواقب الوخيمة التى تصاحب أفعالهم القميئة غالبا مايدفع ثمنها الأبرياء ، هذا المجرم لو وجد من يتصدى له منذ البداية ، لو تم الإبلاغ عنه وحاصرته الشرطة وتم التحفظ على هذه الكمية