عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطمع والموت حرقا

إبتلاء جديد وكارثة تضاف إلى مجموع الكوارث التى باتت لاتعد ولا تحصى ، إحدى قرى الدقهلية تشيع ستة أفراد فى لحظة واحدة إثر إنفجار مخزن غير مرخص لبيع البنزين ، أكثر من 2طن مواد بترولية وضعت فى خزانات وجراكن ، إشتعلت النيران لتروع القرية بدوى الإنفجار

والهزات العنيفة وتصاعدت ألسنة اللهب لتحرق المساكن المجاورة ، سارع الجيران من كل حدب وصوب للمساعدة فى الإطفاء إلى جانب سيارات الإطفاء ، أما المصابين فتم نقلهم لمستشفى الطوارئ ، وبين الأنقاض عثررجال الإنقاذ السريع على جثث تفحمت تماما ،( فوزية ) ذات الثمان سنوات تحتضن (  محمد ) أخاها الرضيع مشهد يشيب له الولدان ، والسؤال الذى يفرض نفسه بأى حق يستغل أى مواطن فرصة أزمة الوقود التى تعانى منها البلاد ويقوم بتخزينه تمهيدا لبيعه فى السوق السوداء مستغلا الظروف المعيشية البائسة ، من سهل له الحصول على 2طن بنزين والمحطات تعانى أزمات طاحنة ؟ كيف تفتق إلى ذهنه أن يتحفظ على مواد قابلة للإشتعال بسرعة البرق فى الكتلة السكنية دون وازع من ضمير ؟  لم يفكر فى لحظة أن إشتعال عود ثقاب واحد أو سيجارة رماها أحد المراهقين كفيلة بحرق القرية بأكملها إذا ماامتدت النيران من بيت لآخر خاصة أن المخزن مصنوع من الطوب اللبن وقش الأرز والحطب غالبا مايتم تخزينه على الأسطح كعادة كل القرى الفقيرة ، صاحب المخزن فقد طفلاه وأخيه وزوجته وأولاد أخيه ، الطمع والجشع والجهل وغياب القانون ، الإهمال وغياب الضمير ماتسبب فى الكارثة ، فلا نرم باللائمة على القضاء والقدر تلك النفوس الضعيفة التى لاتضيع الوقت وتبحث فقط عن الكسب السريع دون النظر للعواقب الوخيمة التى تصاحب أفعالهم القميئة غالبا مايدفع ثمنها الأبرياء ، هذا المجرم لو وجد من يتصدى له منذ البداية ، لو تم الإبلاغ عنه وحاصرته الشرطة وتم التحفظ على هذه الكمية

الضخمة التى تحرق دولة باكملها ، لكن القانون فى غياب وماالفائدة إذا وضع ولم يفعل ؟ الكل مخطئ وهذا يفسر أيضا تنامى البلطجة وانتشار المخدرات والأسلحة بكافة أنواعها ومع كل خلاف بين عائلتين تطفو على السطح المعارك ويموت من الجانبين العديد ، أصبحنا فى غابة لارادع يمنع من التمادى فى الشر ، الكل يفعل مايحلو له من وجهة نظره ، لأن ردود الأفعال هشه صوت العنف أعلى من صوت العقل ، لاتوقير ولااحترام ، ضاع الإنتماء وطفت على السطح لغة أخرى أكثر شراسة ضد الإنسان ولم يسلم الحيوان أيضا ، فبالأمس طالت النيران الأخشاب الموجودة بحديقة الحيوان والمهملة لأكثر من عشرة أعوام ، لتهرع سيارات الأطفاء تحاول إخمادها ، مما تسببت فى خوف وهلع الحيوانات التى لم تعد تحظى باى عناية أو رعاية تذكر ، أصبحت هزيلة كئيبة فقد تأثرت صحتها بفعل الفقر ، بيوتها مهملة عفنة لم تصل اليها يد الصيانة ، كل شئ فى مصر الآن يدعو للقلق والخوف ، والأرواح فيها باتت رخيصة ، لم نعد نرتعد من دفن الموتى غرقا وحرقا أودهسا ، لم نعد نجزع من ضياع هويتنا فى الدروب ، والجلادون القادمون إلينا يشاركون المتاجرين بالثورة لبيع مصر بأبخس مغنم