عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لتكتمل الصورة فتنة جديدة

وكأن مصر كان ينقصها المزيد ، المزيد من الأحزان والأوجاع ونحن نودع القتلى من شهداء الأمن المركزى وشهداء الشرطة ضباط وجنود وضحايا العمارات المنهارة ،

لم تجف العيون لتقفز على السطح فتنة طائفية تحول الأنظار عن المصائب التى تنهال تباعا على الشعب المسالم ، لم تزد مطالبه عن العيش الكريم والحرية والكرامة ، فتنة أعادت إلى أذهاننا ماكان يقوم به نظام مبارك حينما يحاول أن إلهاء المواطنين عن التزوير المفضوح للإنتخابات البرلمانية ، وكان حادث القديسين أبلغ دليل ، ليلة عيد الغطاس المجيد عيد يحتفل به الأقباط بعد عيد الميلاد وتحديدا فى التاسع عشر من شهر يناير ، إلا أن كنيسة القديس ( أبو فام ) فى قرية المراشدة التابعة لمحافظة ( قنا ) أبت ألا يهنأ الأقباط بالعيد أو تمر الأيام بسلام ، لأن شائعة بغيضة إنتشرت كما النار فى الهشيم أن قبطيا تحرش جنسيا بطفلة مسلمة ، وبرغم أنه ثبت كذب هذا الإدعاء بعد أن أكدت التقارير الطبية سلامتها من أى إعتداء، إلا ان هناك المئات الذين تجمهروا بعد صلاة الجمعة ليضرموا النيران إنتقاما من الأقباط  ، التعدى على الأرواح والممتلكات ، ثم محاولة إقتحام الكنيسة بالقوة لولا تدخل الأمن الذى يحاول أن يبذل قصارى جهده لتفريق المعتدين ، سيناريو يتكرر مع كل فتنة طائفية (الإعتداء على الجميع ) ويتبع ذلك تهجير قسرى للأقباط لفترة ، ثم تعقد جلسات عرفية يقرر فيها عودتهم مرة أخرى ، وهكذا دواليك ، فهل تحرّوا الحقيقة بعد الشائعة ؟  ليخرج بعض المتعصبين منادين عبر مكبرات الصوت أبناء القرية والقرى المجاورة ليهبوا لنجدة المسلمين من شرور الكفار ! الذين لم يألوا جهدا وجاءوا من حدب وصوب يشاركون فى التحطيم لايدركون أن الفجوة كلما إتسعت بين أبناء النسيج الواحد سيدخل الغرباء ليعيثوا الفسادا ، طالما وجدوا الفرصة مواتية لتنفيذ مخططاتهم التى جهزوا لها منذ زمن ، ونحن نحاول ان نغض الطرف عنها لاننظر إلا تحت أقدامنا ، لاندرك أن ضعف جبهتنا الداخلية هو غاية المنى للكارهين لهذا الوطن خاصة بعد الثورة التى قام بها الأقباط والمسلمون دون تفريق وكنا بحق يد واحدة ، الآن كلما طرأت على بال  الرافضين لوجود الآخر فكرة للإنتقام من الشركاء فأمامه إتهامين باتا محفوظين عن ظهر

قلب ، تهمة إزدراء الأديان ، أو التحرش بالفتيات ، تناسوا أن القانون هو الفيصل فى تلك الجرائم والمخطئ لابد أن يعاقب حتى لوكان الإعدام شنقا هو العقاب الرادع بنص القانون فليطبق على الجميع دون إستثناء ، كنا بدأنا نستبشر خيرا مع بداية العام الجديد خاصة أن حادثتى نجع حمادى والقديسين يحلان ضيفين ثقيلين على قلوب الأقباط والمسلمين أيضا لبشاعة ماتم ليلة الميلاد وقتل العديد من الأبرياء ، وبعد الثورة مررنا بفتن طائفية كثيرة ، لولا تعقل وحكمة المصريين الذين نددوا وشجبوا التمزيق والتفريق وكلما هدأت الأمور ، عادت لتشتعل من جديد تحت أى ذريعة المهم ألا تشهد مصر استقرارا ، وألا ينعم أبناؤها بأمن أو أمان ، ألا يكفى ماألم بنا من أنهيار إقتصادى لم يسبق له مثيل ، تكالبت علينا الأزمات وتراجعنا خطوات إلى الخلف ، فبدلا من النظر إلى المستقبل وإعادة بناء ماتهدم ، الإنشغال بخطط مستقبلية تقيمنا من عثرتنا ، نحاول إصلاح مادمره فكر الدعاة المتشددين بطرح أفكار بناءة  تؤصل للمواطنة لاترى فى الشريك القبطى أنه "الكافر"  الذى لاينبغى تهنئته فى الأعياد وتعزيته فى الأحزان، لماذا يدفع الثمن الأبرياء الذين لاناقة لهم ولا جمل فى الأحداث   نتساءل الآن يامصر إلى أين نتجه ؟ متى تختفى المفردات التى ظهرت على السطح لوأد المحبة وتعميق الجراح الغائرة ؟ متى نعود كما كنا فى العبور العظيم ، عندما كان دم عرفات وبطرس فى سيناء هو العنوان ،  ودم أحمد ومينا  ينبت الزهر فى الميدان