عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المزاح الدامى

تمر البلاد بكوارث لاعد لها ولا حصر ، لا تقتصر على الحوادث المفجعة التى كان للإهمال فيها اليد الطولى إبتداء من القطارات التى حصدت ومازالت تحصد العديد من أرواح الأبرياء ،

وإنتهاء بغرق قوارب الصيد وتهاوى العمارات على رؤوس قاطنيها فى الفجر ، بل على مدار الساعة فى أنحاء المحروسة ، هناك ضحايا (  الهزار السخيف ) للمراهقين عندما نطالعهم وهم يتضاحكون ويتمايلون ليتحرشون بالفتيات ويصدرون أصواتا اشبه بالصراخ فنصاب بالهلع ، خاصة عند إنتهاء اليوم الدراسى فتكاد تترك لهم الشارع بأكمله من هول تدافعهم وتطاولهم على بعضهم وعلى المارة تجنبا لما قد يصدر منهم ، أول مايلفتك إليهم الشراسة والعنف واللامبالاه ، لم يعد هناك إحترام أو توقير للأكبر سنا ، يدخنون دون خجل يتفوهون بكل ماهو قبيح ، من منا لم يشاهد مايلى :
فتيان يدفعون بصديقهم أمام المركبات ليلقى حتفه على الفور ، وآخر تمتد ساعده إلى صدر زميله الجالس أعلى الكوبرى كعادة كل الشباب فيسقط فى قاع النيل ، كم مرة غرست الآلات الحادة ( كالبرجل ) والأقلام المدببة وأحيانا المطواه التى باتت من أولويات البعض فدسّها بين طيات الكتب لزوم التباهى بين أقرانه ، فغرست جميعها فى الأجساد عن غير قصد ففقأت العيون  ، وتتسبب فى عاهات مستديمة ، شباب يسبحون يغطسون زميلهم من باب خفة الظل فيلقى حتفه غرقا ، وأمس الأول روعت مصر ولم تكن بحاجه إلى مزيد من الأحزان لأن هناك ( قتيل المترو ) الطالب (ناصر إبراهيم ) الذى صعدت روحه إلى بارئها بعد أن لقى مصرعه تحت عجلاته طالب الثانوى المتفوق المتدين المحب للجميع ، ألقى به صديقه فى وصلة مزاح أثناء مرور المترو فشطرجسده إلى نصفين واختفى بعدها الجانى ، من المسئول عن تردى سلوك هؤلاء الفتية ؟ الأسرة ؟ المدرسة ؟ الإعلام ؟  عندما يقدم الشاب على فعل أهوج ويعلم أنه يعرض حياة الآخرين للخطر ومع ذلك يتمادى فى غيه ، عندما يشعر أنه

سيفلت من العقاب لأنه مسنود خلفه عائله لن تسمح بعقابه على أفعاله ستقتحم صروح العلم مدججة بالسلاح والملوتوف ، عندما تغيب القدوة وتصدر معظم  الأفلام الشاب الفتوة الذى يتحرك كالبهلوان يخرج من جيبه سلاح أبيض ، يتعاطى المخدرات يفرض الإتاوة الكل يهابه ، كلمته مسموعه يصبح هو البطل الذى يخشى بأسه ، الكل يرتعد من بطشه وجبروته ، لايملكون إلا الإنصياع لرغباته المجنونه إيثارا للسلامة ، إذن الجانى هو المجتمع كله الذى تبدلت فيه منظومة القيم ، تراجعت فيه الأخلاق وانحسرت المبادئ،  وبات المصرى عدو نفسه وعدو كل شئ طيب ونبيل ، إن إزدياد معدل الجريمة ووحشيتها لايرجع فقط لتردى الحالة الإقتصادية وإرتفاع معدل البطالة وانتشار الأسلحة  ، بل غياب الوازع الدينى ، غياب الضمير ، رغم تنامى الصحوة الدينية التى إهتمت بالمظهر لاالجوهر ، أصبح القبح عنوان المرحلة تبدلت السلوكيات وباتت الغلظة ومشاعر الكراهية لاتخطئها العين
إختفى من القاموس ( آسف ، حقك علىّ ، المسامح كريم ، نبدأ صفحة جديدة ، إحنا ولاد النهاردة ) وغيرها من الكلمات التى تذيب الصخر عند أى خلاف ، كلمات قادرة على وأد المشكلات فى مهدها ، للأسف ماعدنا كما كنا ، نأخذ من الدين القشور ونترك عمق المعانى ، نحتاج إلى إعادة ترتيب العقل والروح ، التربية والتعليم