المزاح الدامى
تمر البلاد بكوارث لاعد لها ولا حصر ، لا تقتصر على الحوادث المفجعة التى كان للإهمال فيها اليد الطولى إبتداء من القطارات التى حصدت ومازالت تحصد العديد من أرواح الأبرياء ،
وإنتهاء بغرق قوارب الصيد وتهاوى العمارات على رؤوس قاطنيها فى الفجر ، بل على مدار الساعة فى أنحاء المحروسة ، هناك ضحايا ( الهزار السخيف ) للمراهقين عندما نطالعهم وهم يتضاحكون ويتمايلون ليتحرشون بالفتيات ويصدرون أصواتا اشبه بالصراخ فنصاب بالهلع ، خاصة عند إنتهاء اليوم الدراسى فتكاد تترك لهم الشارع بأكمله من هول تدافعهم وتطاولهم على بعضهم وعلى المارة تجنبا لما قد يصدر منهم ، أول مايلفتك إليهم الشراسة والعنف واللامبالاه ، لم يعد هناك إحترام أو توقير للأكبر سنا ، يدخنون دون خجل يتفوهون بكل ماهو قبيح ، من منا لم يشاهد مايلى :
فتيان يدفعون بصديقهم أمام المركبات ليلقى حتفه على الفور ، وآخر تمتد ساعده إلى صدر زميله الجالس أعلى الكوبرى كعادة كل الشباب فيسقط فى قاع النيل ، كم مرة غرست الآلات الحادة ( كالبرجل ) والأقلام المدببة وأحيانا المطواه التى باتت من أولويات البعض فدسّها بين طيات الكتب لزوم التباهى بين أقرانه ، فغرست جميعها فى الأجساد عن غير قصد ففقأت العيون ، وتتسبب فى عاهات مستديمة ، شباب يسبحون يغطسون زميلهم من باب خفة الظل فيلقى حتفه غرقا ، وأمس الأول روعت مصر ولم تكن بحاجه إلى مزيد من الأحزان لأن هناك ( قتيل المترو ) الطالب (ناصر إبراهيم ) الذى صعدت روحه إلى بارئها بعد أن لقى مصرعه تحت عجلاته طالب الثانوى المتفوق المتدين المحب للجميع ، ألقى به صديقه فى وصلة مزاح أثناء مرور المترو فشطرجسده إلى نصفين واختفى بعدها الجانى ، من المسئول عن تردى سلوك هؤلاء الفتية ؟ الأسرة ؟ المدرسة ؟ الإعلام ؟ عندما يقدم الشاب على فعل أهوج ويعلم أنه يعرض حياة الآخرين للخطر ومع ذلك يتمادى فى غيه ، عندما يشعر أنه
إختفى من القاموس ( آسف ، حقك علىّ ، المسامح كريم ، نبدأ صفحة جديدة ، إحنا ولاد النهاردة ) وغيرها من الكلمات التى تذيب الصخر عند أى خلاف ، كلمات قادرة على وأد المشكلات فى مهدها ، للأسف ماعدنا كما كنا ، نأخذ من الدين القشور ونترك عمق المعانى ، نحتاج إلى إعادة ترتيب العقل والروح ، التربية والتعليم