لكل بيت ضريح
- إخرس ولاتتفوه بحرف ، إلزم مكانك ياحيوان
- هنموت ياباشا
- قلت لك إخرس ...ولما تموت فى ستين داهيه ياابن ....إنت وهو
لحظة صمت ، الدموع تتحجر فى المآقى ، تدور بالأذهان أسئلة لماذا يعشق الجلادون بيع كرامتى بالبخس ؟ لماذا كل هذا القيد يسكننى ؟ مكبل أخشى المصير المؤلم ، يلعنوننى ومازلت بالقطار أرتكن إلى السلم ، آه ياعدو الله ياظالم ، دفنت بقاياى فى سرداب القهر المظلم ،وأنا أمامك مهزوم من فقر وجوع وأحزان الصقيع ، لم يعد الزمن زمنى ، والجنيهات بعدد أصابع اليد الواحدة فى جيبى المخروم ، ياوطنى البخيل ، يسحبوننى كالقطيع ، يسقطون عنى كبريائى وكرامتى وكنت أحلم أن أكون شمسا ، حب يفيض على وجه أبى يحيى النبض فى قلبه العليل ، كنت أتوق يامصر لشموخ نسر يعيد إليك الربيع بعدما تراجعت وأصبحت كالكهل العجوز ، لايرون فيك أى جميل ، يبيعونك للغريب ، نحيا سنوات العار ، لكل بيت ضريح ، الموت يحصد الشباب ، فتكتسى روحك بالغضب ، والآن نهرول نحو المجهول ، لايلوح فى الأفق البعيد إلا حفار القبور والكفن .
يشحنوهم فى قطار الموت ، فهم ليسوا من فصيلة البشر ، يلعنوهم ، يزجرونهم ، أجلسوهم القرفصاء يدوسون بعضهم بعضا ، لايتنفسون لايشكون ، فالعصا لمن عصى ، جنود الأمن المركزى أبناء البسطاء ، ودعوا الأهل على أمل اللقاء ، تسبقهم دعوات الأمهات أن يعودوا سالمين غانمين ، فى كل خطوة سلامة ياحبة العين ، قلبى وربى راضى عنك ليوم الدين يابنى ، ربنا يحبّب فيك خلقه ، ويرزقك بأولاد الحلال وقيادة ربنا يحط فى قلبها الرحمة والحنية ،