عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مازالت الجثث فى البحر والبر

روعت مصر بغرق مركب الصيادين الذين لم تنتشل أجسادهم حتى اللحظة أمام سواحل مطروح ، إبتلعتهم الأمواج تاركين حزنا ووجعا لن تمحوه السنون ، لتروع بحادث قطار البدرشين الذى إنفصلت إحدى عرباته عن المسار ،

مما أدى لإنقلابها ويصبح 19 من مجندى الأمن المركزى فى تعداد الأموات ، والمصابون أكثر من 120مصريا منهم العديد منهم حالتهم خطرة ، مازالت مشاهد أشلاء ودماء الأطفال فى أسيوط محفورة فى الوجدان تؤرق مضاجع كل ذى قلب وضمير ، بدايات العام الجديد لاتختلف عن الأعوام السابقة ، كوارث حطمت الآمال التى نخترعها لأنفسنا أحيانا لنهرب من واقعنا الأكثر مرارة ، نحاول أن نهدئ من عصف البراكين فنلجأ إلى الصلاة وشكر الله على السراء والضراء ،  نلقى باللوم على القضاء والقدر فى محاولة للهروب من فشلنا فى مواجهة الحقيقة ، الهروب من  إدارة الأزمات التى يرى المسئولين أنها أكبر من قدراتهم وإمكانياتهم فلن يستطيعوا حلها لغياب الرؤى الجادة القابلة للتطبيق على مراحل قصيرة وبعيدة المدى  ،  بل من الصعب عليهم   وضع الخطط المستقبلية وإتخاذ الخطوات الأولى نحو الإصلاح وإعادة بناء جديدة للسكك الحديدية المتهالكة التى إنتهى عمرها الإفتراضى ، وتحتاج إلى تطوير وتحديث ، الشعب المصرى يقتل بانتظام فمن يحميه ؟ حياته معرضة للخطر ، ويتم إلقاء المسئولية على البسطاء فإما السائقين أوعمال المزلقانات  ، أظلمت الطرق بحجة توفير الطاقة الكهربائية مما ساهم بشكل كبير فى إزهاق العديد من الأرواح ، أما رئيس الحكومة فقال لافض فوه بعد زيارته لمكان الحادث : أنه سيقوم بصرف التعويضات المقررة إلى أهالى المتوفين والمصابين ، لاجديد ، والسؤال ماذا تفعل الحكومة أمام الطرق المتهالكة التى تعرف بطرق الموت ؟  هناك دائم فرق بين الموت قضاء وقدر وبين الموت بفعل الإهمال ، ولماذا يكون المصرى دون باقى شعوب الأرض رخيصا حتى وهو بعيدا عن أرضه ،

مهان فى الغربة ، لا يجد الدعم والمساندة ، كل ذنبه أنه يبحث عن حياة كريمة لم توفرها له بلده ، فهام على وجهه فى بلاد الثلج والنفط ، يستغل أسوأ إستغلال ،  تهضم حقوقه ، تتردد على مسامعه العبارات المسيئة المهينة لكرامته وكرامة وطنه ،  لكنه يتحمل مالا طاقة له به  حتى ضج منه الصبر ، بات المصريون متشحون بالسواد من كارثة إلى أخرى ، كم حصدت الثورة العديد من أرواح الأبرياء ؟ كم اطفئت فى العيون النور ؟ أين المتكالبين على مقاليد الحكم ، فقط يهرولون نحو الإستحواذ ، فاختيار القيادات  لم ولن يكن للاكفأ وللأكثر خبرة ، ليخرج تصريح مستفز يصيبنا بخيبة الرجاء من الشيخ صفوت حجازى قائلا : أن حادث البدرشين لايستحق هذا الإهتمم الإعلامى ويدعو الجميع لتكريم الرئيس عن إنجازاته فى اليوم المجيد الذى يحل بعد أيام ، لانعتقد أن الرئيس مرسى سينحّى أحزان المصريين جانبا ويحتفل ، ومازالت أجساد أبنائه عالقة فى البحر والبر ، ننتظر منه قرارات فورية وحلولا جذرية للإرث القمئ الذى تركه المخلوع ، وإلا سنظل ندور فى حلقة مفرغة الكل يرمى بالتبعات على الآخر ، ويبقى المصرى هو الضحية ، وحده من يدفع الثمن