برقية من أم ثكلى
* يابحر...... أكرهك فكم حملت لى الحزن الدفين ، كم همت فيك ولم أكن أدرى بأنك سوف تملؤنى دموعا لاتهون ، كنت لروحى الظمآى وعاء للجمال وللفتون ، ولناظرى أفقا تسافر فيه أحلامى ،وتبحر بالحنيم
وهدير موجك كان فى سمعى غناء للحياة وللفنون وعلى شواطئ رملك المسحور عشت حكاية العشاق والسر الدفين ، لماذا تحرق القلب الحزين ، يابحر كيف تطيح بابنى وسط موجات خئون ، ضيعت فى لحظات طيشك واحدى ، أشعلت فى قلبى الشجنون حزنى يشق الصدر تصرخ لوعتى يجتاحنى همس الجنون ، حولتنى أشلاء باكية تبعثر حزنها عبر السنين لاتملك الكلمات أن تأسو جراحى ، يابحر أخلفت فيك الظنون
* ولدى......كم نسجت من أمانيك قصورا ، وملأت الكون شوقا وحنينا ، لينتهى بك الدرب غريبا ، أنادى عليك فلا مجيب غير دمع يسكب الماضى الجريح ، لم يعد للضوء فى حياتى وجود ، كل ماحولى ضباب ، والملاح يفقد فى البحر طريقه ، صار عمرى مثل أشلاء ممزقة غريقة ، تخنق الزفرات فى صدرى وتمتص رحيقه ، حرمتنى قبلة
* ياوطنى ......تغربت فيك ودوامة من رؤى موحشة ، وظلمة ليل طويل بطئ وبرد يجمد ظل الرؤى ، ويأكل أطرافه الراعشة ، وأشباح رعب تثور بصدرى أضاعت ترانيمه الطائشة ، تبعثر فى الكون وردى وفلى ، وتذبل أزهارى الرائعات بقلب أذابت حناياه عاصفة باطشة ، تسوق من الخوف جنا ووحشا ، وتزرع فى الثلج خوفا ، يامصر ....لماذا الخفافيش تقتل روحى زحفا
* يامصر .... الآن أصبحت لروحى منفى