الجيش يعود إلى ثكناته
فشكرا على كل مايقدمه لنا منذ الثورة وسقوط النظام الفاسد ، شكرا على وقوفه إلى جانب الشعب على مر التاريخ ، أى إلى جانب الحق والعدل ، يعود الجيش إلى ثكناته مؤقتا ليعاود نزوله مرة أخرى فى المرحلة الثانية من الإستفتاء على الدستور ؟
أرهقنا الجيش على مدى عامين ، حمّل بأعباء جسام مابين تأمين حدود الوطن ، وحماية الأفراد والمنشآت ، كنا نعتقد أنه بعد وجود رئيس منتخب ستتحمل كل مؤسسة مسئولياتها ، وأن يوم الإستفتاء على دستور مصر الجديد سيصبح يوم عيد ، تعم فيه الفرحة كل الأفئدة التى طالما عانت من فقر وبؤس وجوع ، ويعلو الجباه زهوا وفخرا ، فهاهى دماء الشهداء لم تذهب سدى ،التضحية والفداء بالأرواح والعيون أتت ثمارها، ونحن نخط ( نعم ) على دستور الكرامة والحرية الذى يعيدنا إلى الخرائط دولة زادت عراقتها وأصالتها بإرادة شعبها المعروف بالإصرار ونجحت بإقتدار فى الإختبار بعد ثلاثة عقود من الصبر والتحمل والصمت أحيانا ، لكن البركان كان يستعد لإطلاق حممه فى الوقت المناسب ، لم يكن صمت الخضوع والخنوع أو الإستسلام ، وهب بسرعة البرق لإسقاط الظالم من عليائه ، فهلل الجميع وكبر ، لكن الخفافيش أبت ألا نهنأ طويلا بما حققنا وراحت والغربان تحوم حول الميدان وتطلق أبواقا نذير شؤم ، أفقنا أن المشوار طويلا فمازلنا فى أول السطر ، ففى مثل هذه الأيام كانت مصر تنعى الشيخ (عماد عفت) والدكتور (علاء عبد الهادى) شهيدا أحداث مجلس الوزراء الذى راح ضحيته أكثر من ثلاثة وعشرين شهيدا ، أما( ست البنات ) فكانت وستظل رغما عن كل من اتهمها زورا وبهتانا(ست البنات ) وهى تسحل وتركل وتكشف عنها سترتها ، اليوم نقف أمام الحقيقة المرة ، دستور العار يملى علينا تفرضه فئة متشددة ، راحت والثوار فى الميادين تخطط لقطف الحصاد دون جهد ، فالفرصة مواتية أتت على طبق من ذهب إن لم تستغل فربما لن تعود