رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجيش يعود إلى ثكناته

فشكرا على كل مايقدمه لنا منذ الثورة وسقوط النظام الفاسد ، شكرا على وقوفه إلى جانب الشعب على مر التاريخ ، أى إلى جانب الحق والعدل ، يعود الجيش إلى ثكناته مؤقتا ليعاود نزوله مرة أخرى فى المرحلة الثانية من الإستفتاء على الدستور ؟

أرهقنا الجيش على مدى عامين ، حمّل بأعباء جسام مابين تأمين حدود الوطن ، وحماية الأفراد والمنشآت ، كنا نعتقد أنه بعد وجود رئيس منتخب ستتحمل كل مؤسسة مسئولياتها ، وأن يوم الإستفتاء على دستور مصر الجديد سيصبح يوم عيد ، تعم فيه الفرحة كل الأفئدة التى طالما عانت من فقر وبؤس وجوع ، ويعلو الجباه زهوا وفخرا ، فهاهى دماء الشهداء لم تذهب سدى ،التضحية والفداء بالأرواح والعيون أتت ثمارها، ونحن نخط ( نعم ) على دستور الكرامة والحرية الذى يعيدنا إلى الخرائط دولة زادت عراقتها وأصالتها بإرادة شعبها المعروف بالإصرار ونجحت بإقتدار فى الإختبار بعد ثلاثة عقود من الصبر والتحمل والصمت أحيانا ، لكن البركان كان يستعد لإطلاق حممه فى الوقت المناسب ، لم يكن صمت الخضوع والخنوع أو الإستسلام ، وهب بسرعة البرق لإسقاط الظالم من عليائه ، فهلل الجميع وكبر ، لكن الخفافيش أبت ألا نهنأ طويلا بما حققنا وراحت والغربان تحوم حول الميدان وتطلق أبواقا نذير شؤم ، أفقنا أن المشوار طويلا فمازلنا فى أول السطر ، ففى مثل هذه الأيام كانت مصر تنعى الشيخ (عماد عفت) والدكتور (علاء عبد الهادى) شهيدا أحداث مجلس الوزراء الذى راح ضحيته أكثر من ثلاثة وعشرين شهيدا ، أما( ست البنات ) فكانت وستظل رغما عن كل من اتهمها زورا وبهتانا(ست البنات ) وهى تسحل وتركل وتكشف عنها سترتها ، اليوم نقف أمام الحقيقة المرة ، دستور العار يملى علينا تفرضه فئة متشددة ، راحت والثوار فى الميادين تخطط لقطف الحصاد دون جهد ، فالفرصة مواتية أتت على طبق من ذهب إن لم تستغل فربما لن تعود

، تكالبوا عليها ومازالوا يقسمون الغنائم ضاربين بعرض الحائط كل القوانين ، التزوير المفضوح والألاعيب الخفية رصدتها كل العيون ، والنتائج أعلنت والفرز فى بداياته ، ذكرنا بنتائج الرئاسة فى الفجر ، والتصويت على مواد الدستور فى ليلة حالكة السواد وحتى صباح اليوم التالى ولاندرى ماسر العجلة فى هذا الأمر ؟ دستور باطل حتى يوم الدين ، القضاة رافضون ، والموافقون على الإشراف  ليسوا قضاة ، منع العديد من الأقباط من التصويت ، ورقة دوارة ، زيت وسكر ، تعطيل للطوابير ، التأثير على البسطاء وتزييف إرادتهم بنعم  ، آلاف الشكاوى والمحاضر حررت ضد الإنتهاكات الصارخة تلقتها منظمات المجتمع المدنى مطالبة اللجنة العليا المشرفة على الإستفتاء بالتحقيق فيها  ، هذه هى المرحلة الأولى من إقرار الدستور الذى لم يقرأه جل الشعب المصرى ، أو يفند بنوده متسائلا هل سيصبح من حقه أن يقررمصيره ؟ هل سيحفظ له حريته وحقوقه غير منقوصه ؟ أم يحمل فى طياته الكثير من العورات ، فتصيبه فى مقتل عند اللزوم ؟ المصرى إنطلق منذ ساعات الصباح الأولى لم يعبأ بالبرد والطابور الطويل ، خرج بكثافه معلنا رأيه الصريح لا... ليس على الدستور ...بل ..لا على الديكتاتورية من جديد ، الدستور الفاشل هل إستطاع الجيش أن يحميه من التزوير ؟