من أطفأ الفرحة فى عيون المصريين ؟
رغم أن حفل تنصيب البابا تواضروس مناسبة طيبة للمصريين جميعا ،خاصة الأقباط الذين كانوا يتوقون لتلك اللحظة التى يجلس فيها البطريرك رقم 118على كرسى مارمرقس الرسول ، إلا أن الفرحة خاصمت كل الوجوه التى شابها الحزن الدفين ، فحادث قطار أسيوط الذى دفع أمامه أجساد الأطفال لمسافات طويلة فارتوت القضبان الحديدية من الدماء الطاهرة ،
وصارت الأشلاء على الأرض تئن وتستجير الإهمال ورخص المصرى الذى بات بلا ثمن فى بلد الحضارة والتاريخ ، وأمام المشهد الدامى ، تعهد أبناء القرية بجمع ماتبقى من الجثث بين طياتهم ، نقبوا وبذلوا كل الجهد ، فهنا قدم وهناك ذراع ، رأس بلا جسد ، أصابع مازالت تقبض على كتاب الدين ، وكفوف كم رسمت علما ومئذنة ، وأبت الدماء التى لطخت الكراريس أن تمحو أسماءهم ، لتظل شاهدة على الجريمة النكراء ، أحذيتهم ، أرديتهم ، حقائبهم كلما طالعها المصريون إرتدت لصدورهم خناجرا ، الأوجاع والأحزان ستؤرق مضاجعهم سنوات وسنوات ، لن تجف النار فى الصدور ، قدم البابا الجديد تعازى الكنيسة لأبناء مصر قاطبة عن حادث أسيوط ، وأيضا لأبناء غزة الذين سقطوا غدرا على يد قوات الإحتلال الصهيونى ، ماأصعب أن يموت الإنسان ظلما وعدوانا على يد بشر آخرين ، إما بفعل الطغيان ،أوبفعل الإهمال والتقصير فالنتيجة واحدة فى الحالتين ، الحرمان من نعمة الحياة دون ذنب ، يأمل المصريون خيرا فى البابا تواضروس الثانى الذى إستشعر الجميع أنه سوف يسير على خطى معلم الأجيال قداسة البابا
إن لم يمت غرقا مات حرقا ، أو سالت دماؤه على الأسفلت و القضبان !