رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من أطفأ الفرحة فى عيون المصريين ؟

رغم أن حفل تنصيب البابا تواضروس مناسبة طيبة للمصريين جميعا ،خاصة الأقباط الذين كانوا يتوقون لتلك اللحظة التى يجلس فيها البطريرك رقم 118على كرسى مارمرقس الرسول ، إلا أن الفرحة خاصمت كل الوجوه التى شابها الحزن الدفين ، فحادث قطار أسيوط الذى دفع أمامه أجساد الأطفال لمسافات طويلة فارتوت القضبان الحديدية من الدماء الطاهرة ،

وصارت الأشلاء على الأرض تئن وتستجير الإهمال ورخص المصرى الذى بات بلا ثمن فى بلد الحضارة والتاريخ ، وأمام المشهد الدامى ، تعهد أبناء القرية بجمع ماتبقى من الجثث بين طياتهم  ، نقبوا وبذلوا كل الجهد ، فهنا قدم وهناك ذراع ، رأس بلا جسد ، أصابع مازالت تقبض على كتاب الدين ، وكفوف كم رسمت علما ومئذنة ، وأبت الدماء  التى لطخت الكراريس أن تمحو أسماءهم  ، لتظل شاهدة على الجريمة النكراء ، أحذيتهم ، أرديتهم ، حقائبهم كلما طالعها المصريون إرتدت  لصدورهم خناجرا ، الأوجاع والأحزان ستؤرق مضاجعهم سنوات وسنوات ، لن تجف النار فى الصدور ، قدم البابا الجديد تعازى الكنيسة لأبناء مصر قاطبة عن حادث أسيوط ، وأيضا لأبناء غزة الذين سقطوا غدرا على يد قوات الإحتلال الصهيونى ، ماأصعب أن يموت الإنسان ظلما وعدوانا على يد بشر آخرين ، إما بفعل الطغيان ،أوبفعل الإهمال والتقصير فالنتيجة واحدة فى الحالتين ، الحرمان من نعمة الحياة دون ذنب ، يأمل المصريون خيرا فى البابا تواضروس الثانى الذى إستشعر الجميع أنه سوف يسير على خطى معلم الأجيال قداسة البابا

شنوده الثالث ، سيسعى جاهدا أن يرأب الصدع الذى بدأ يدب فى جسد الأمة بفعل التعصب والتشدد الفكرى ، هذا ماتدل عليه أعمال الفتن الطائفية التى تزايدت بشكل بات ينذر بالخطر ويهدد أمن البلاد ، ناهيك عن مشاعر الكره والبغضاء التى استشرت فى النفوس الضعيفة ، حالات التربص بالأقباط والدعوة لإقصائهم وتهميشهم عن الحياة السياسية ، فيقال أنهم أقلية ، ووجوب العودة إلى عصر الجزية ، ممادفع بالكنائس الثلاثة لإتخاذ قرارهم بالإنسحاب من الجمعية التأسيسية للدستور الذى يؤسس إلى دولة دينية ليس فيها فيها للمواطنة مكان ، البابا الجديد لن يدخر وسعا فى مد جسور الود والمحبة مع الجميع ، بالحكمة سيصبح بابا لكل المصريين ، فهنيئا يامصر جلوس الأنبا تواضروس على رأس الكنيسة المصرية الوطنية ، ويامصر عزاء والقلوب تقطر دما بعدما فقدنا فلذات الأكباد فى غفلة منا ، إلى متى لاتكتمل فرحة المصرى ؟
إن لم يمت غرقا مات حرقا ،  أو سالت دماؤه على الأسفلت و القضبان !